مع اقتحام الوزير الإسرائيلي المتطرّف، إيتمار بن غفير، ساحات المسجد الأقصى في مطلع كانون الثاني الجاري، أقحمت وسائل إعلام غربية ودولية وعربية، مصطلحاً مريباً نعتت من خلاله «المسجد الأقصى المبارك»، أو «الحرم القدسي الشريف» وفق التسمية التاريخية والرسمية له، بـ«مجمع المسجد الأقصى». بدا الأمر وكأن تعميماً وصل إلى وكالات دولية وقنوات غربية ناطقة بالعربية والإنكليزية، لتعويم هذا المصطلح في يوم واحد. إذ إنه وقبل تاريخ الثالث من الشهر الجاري، لم يكن قد سمع أحد من قَبل بالتعبير الجديد، الذي تولّت وكالات وقنوات دولية بحجم «رويترز»، «BBC» ،«CNN» ،«DW» ،«SWI» السويسرية، «الشرق الأوسط»، و«المونيتور» مهمّة الترويج له. يلفت الباحث المختصّ في شؤون المسجد الأقصى، بسام أبو سنينة، إلى أنه لم يُستخدم تاريخياً مصطلح «مجمع المسجد الأقصى»، وأن المصطلح القانوني والتاريخي المتَّفق عليه هو «المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف»، الذي يشير بشكل قطعي إلى المسجد الذي تبلغ مساحته 144 ألف متر مربّع، ويشمل المسجد القبلي وقبة الصخرة والمصلى المرواني وباب الرحمة وعشرات المآذن والساحات المحيطة وأكثر من 200 معلم إسلامي وتاريخي، أي كامل المنطقة المحاطة بسور المسجد الأقصى الواقع في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من البلدة القديمة. ويرى أبو سنينة، في حديثه إلى «الأخبار»، أن «تدشين مصطلح كهذا في ظلّ مساعي الحكومة الإسرائيلية المحمومة إلى تغيير الواقع التاريخي في الأقصى، إنما يشكّل محاولة لاختراق الوعي الجمعي العربي والدولي، من خلال حصر المسجد الأقصى في حدود المسجد القبلي، دوناً عن باقي المعالم التي يضمّها السور، مثل قبة الصخرة والمصلى المرواني والساحات والقباب والأقواس، وذلك تمهيداً إلى تعميم فكرة أن الأقصى هو مكان مقدس مشترك بين اليهود والمسلمين، وهو أمر يخالف ما هو موثق في تقارير عصبة الأمم المتحدة والمنظّمات التابعة لها، التي تقرّ بأن المسجد الأقصى بمساحته البالغة 144 دونماً، هو ملكية إسلامية خالصة، لا علاقة لليهود به». والجدير بالذكر هنا أن دولة الاحتلال انسحبت، عام 2018، من منظّمة «اليونسكو»، وأبدت اعتراضها على جميع قراراتها. 
بدوره، يَعتبر المحلّل السياسي، أيمن الرفاتي، «(أننا) أمام مصطلح جديد ذي دلالات استيطانية، وهو جزء من برنامج متكامل، يهدف إلى تغيير الواقع التاريخي للأقصى؛ إذ يعطي "مجمع الأقصى" انطباعاً بأن ثمّة خلافاً دينياً على الأحقية المكانية، وهوية المساحات، وزمن العبادات، وهو بالضبط ما نعنيه بمخطّط تقسيم المسجد مكانياً وزمانياً». ويعدّ الرفاتي، في حديثه إلى «الأخبار»، تساوُق بعض وسائل الإعلام العربية، والعربية التي تبثّ بالإنكليزية، مع المصطلح»، «سقوطاً وانحلالاً وتخلّياً عن صفّ الأمة وآمالها وهمومها»، لافتاً إلى أن «التعبير الجديد يهيّئ الرأي العام الدولي لقبول فكرة إقامة الهيكل المزعوم، ويحاول استنساخ المخطّط الذي طُبّق على الحرم الإبراهيمي في الخليل»، مشدّداً على أن «مكانة المسجد الأقصى وخصوصيته تحتاج إلى قوة ناعمة، تواكب الخطوات العملية والمخطّطات المتدرّجة». 
وكان المحلّل السياسي الأردني، خالد شنيكات، حذر من أن «استحداث مصطلح كهذا، يجلّي حقيقة المخطّط الإسرائيلي القائم على التقليل من دلالة اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، على اعتبار أن الوزير المتطرّف دخل باحات "المجمع" المتنازَع عليه، وليس مسجد المسلمين القبلي». وقال شنيكات، في تصريح صحافي: «يعني ذلك أن الإسرائيليين يخطّطون لترك المسجد القبلي للمسلمين للصلاة فيه، أمّا باقي المساحة فهي لليهود، وهذه خطّة خبيثة ومحكمة، تعمل إسرائيل على الترويج لها مستقبلاً، ومن باب ممارسة حرية الديانة والعبادة».