يسجّل تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي، 38 عملية تبادل أسرى، 18 منها جرت مع أنظمة عربية، كان آخرها عام 2004 حينما أطلقت السلطات المصرية سراح العميل الإسرائيلي، عزام عزام، مقابل إفراج دولة الاحتلال عن ستّة طلّاب مصريين، بالإضافة إلى 165 أسيراً فلسطينياً كانوا قد اعتُقلوا خلال انتفاضة الأقصى على خلفيّة الدخول للعمل من دون تصاريح، أو مِن الذين شارفت محكوميّاتهم على الانتهاء، وأسير واحد اعتُقل عام 1999. أمّا باكورة الصفقات «النظامية» فقد سُجّلت بعد حرب عام 1948، حيث عقدت إسرائيل اتفاقات تبادُل منفردة مع كلّ من مصر والأردن وسوريا ولبنان، أَطلقت بموجبها سراح 6306 أسرى فلسطينيين وعرب، مقابل إخلاء سبيل 885 جندياً إسرائيلياً كانت تحتجزهم تلك الدول. من جهتها، أتمّت فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية، نحو 20 صفقة تبادُل ناجحة، باكورتها كانت في أعقاب عملية اختطاف طائرة إسرائيلية تتبع لشركة «العال» عام 1968، حيث تمكّن مقاوِمون من «الجبهة الشعبية» بقيادة ليلى خالد ويوسف الرضيع، من السيطرة على الطائرة التي كانت متّجهة من روما إلى تل أبيب، وغيّرت مسارها إلى الجزائر. وعلى إثْر ذلك، استطاعت الجبهة عقْد صفقة تبادل برعاية «الصليب الأحمر الدولي»، أفرجت بموجبها عن أكثر من 100 من ركّاب الطائرة، مقابل إطلاق سراح 37 أسيراً فلسطينياً من أصحاب المحكوميّات العالية، من ضمنهم أسرى كانوا قد اعتُقلوا قبل عام 1967. أمّا الصفقة الأخيرة فقد عُقدت عام 2011، حين أفْضت مفاوضات طويلة ومعقّدة إلى إطلاق سراح 1000 أسير و28 أسيرة، مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط، الذي كانت المقاومة قد أسرتْه في عملية نفّذها تشكيل مشترك من كلّ من «كتائب القسام» - الذارع العسكرية لحركة «حماس»، و«لجان المقاومة الشعبية»، و«جيش الإسلام»، عام 2006.
تَحضر في أرشيف التبادل أيضاً، جملةٌ من الصفقات الدسمة، من أبرزها عملية «النورس» عام 1983، حيث تمكّنت حركة «فتح» من إطلاق سراح جميع معتقَلي سجن أنصار - وعددهم 4700 معتقَل فلسطيني ولبناني، و65 أسيراً من السجون الإسرائيلية في الداخل المحتلّ، مقابل إطلاق سراح ستّة جنود من قوّة «الناحال» الإسرائيلية الخاصة. وتُضاف إلى تلك، عملية «الجليل» التي نفّذتها «الجبهة الشعبية - القيادة العامة» عام 1985، وأطلقت إسرائيل بموجبها سراح 1155 أسيراً كانوا معتقَلين في سجونها المختلفة، و883 أسيراً من السجون المُقامة على أراضي فلسطين المحتلّة، و118 أسيراً كانوا قد اختُطفوا من معتقل أنصار في جنوب لبنان أثناء تبادُل عام 1983 مع حركة «فتح»، و 154 نقلتْهم إسرائيل من معتقل أنصار إلى معتقل عتليت أثناء الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، مقابل إطلاق سراح ثلاثة جنود كانوا في قبضة «الشعبية».
وعقب الانسحاب الإسرائيلي من لبنان عام 2000، سجّل «حزب الله» نجاحه في إبرام خمس صفقات ناجحة، أبرزها كانت عام 2004، حيث أفرجت سلطات الاحتلال عن 462 معتقَلاً فلسطينياً ولبنانياً، منهم 30 أسيراً عربياً، أبرزهم القياديان في الحزب، عبد الكريم عبيد ومصطفى الديراني، إلى جانب المواطن الألماني ستيفان مارك الذي اتّهمتْه إسرائيل بالانتماء إلى «حزب الله» والتخطيط لتنفيذ عملية فدائية، فضلاً عن إعادة جثامين 59 شهيداً لبنانياً، والكشف عن مصير عشرين مفقوداً، وتسليم خرائط الألغام في جنوب لبنان. أمّا آخر الصفقات التي عُقدت مع المقاومة اللبنانية، فكانت عام 2008 تحت اسم «الوعد الصادق»، التي أُطلق خلالها سراح عميد الأسرى العرب، الشهيد سمير القنطار، وأربعة أسرى لبنانيين آخرين، واستُعيدت جثامين 199 شهيداً لبنانياً وفلسطينياً وعربياً، في مقابل الإفراج عن جثمانَي جنديَين إسرائيليَين كانت قد قتلتْهما المقاومة عام 2006.