تلقّت مستوطنة «رحوفوت» جنوبي تل أبيب، أوّل من أمس، ضربة موجعة، بعدما فشلت منظومة "القبة الحديدية"، «لأسباب تقنية»، كما ادّعى المتحدث باسم جيش الاحتلال، في اعتراض صاروخ أصاب مبنًى فيها إصابة مباشرة، ما ألحق به دماراً كبيراً، وأوقع قتيلاً وعدداً من الجرحى. مشاهد الدمار التي لحقت بالمبنى الواقع في قلب المدينة، أثارت الرعب في نفوس مستوطنيها، وفق ما نقلته صحيفة «معاريف» العبرية عن مستوطن يدعى ميخال، قال إن «الأمر كان مرعباً ومفاجئاً جدّاً»، مضيفاً: «لم أتخيّل للحظة أن صفارات الإنذار التي انطلقت كان سيتبعها سقوط صاروخ، لقد ظننتُ أن صوت الانفجار إنّما هو ناجم عن صاروخ القبة الحديدية، لكن المفاجأة كانت أن صاروخاً أصاب المبنى بالفعل، ونتج منه دمار شديد وقتيل، فضلاً عن الإصابات»، آملاً بأن «يردّ الجيش بقوّة شديدة على هذه الضربة».أمّا نيتع، وهي الأخرى مستوطِنة من "رحوفوت" كانت في مبنى قريب من موقع القصف، فقالت إنه «كان هناك انفجار ضخم، تبعه وصول قوات ضخمة من الشرطة وفرق الإنقاذ، أغلقت مفارق الطرق ومداخل المدينة، مظهرةً حزماً مطلقاً في التعامل مع الحدث». وأشار ششي أفودراهم، بدوره، في مقابلة مع موقع «واللا»، إلى أنه كان في سيّارته لحظة انطلاق صفارة الإنذار، التي ما إن سمعها حتى خرج راكضاً، وبعد لحظات قليلة فقط سمع صوت انفجار الصاروخ في المبنى الذي كان يقف على بعد عشرات الأمتار منه. وأضاف: «لقد كان الأمر مثل الكذب». وبعد وقوع الضربة بوقت قليل، وصل إلى المكان قائد الجبهة الداخلية، الجنرال رافي ميلوا، الذي أوضح أنه إثر الفحص تَبيّن أن «المبنى المدمّر يحتوي ملجأ قديماً، تَحوّل مع مرور الوقت إلى مخزن، ولهذا لم يَدخل ساكنو البيت إليه لحظة سماعهم صفارة الإنذار».
من جهتهما، أفاد المسعفان، يديدا حكمون، وتومر بشكو، بأنه «عندما وصلنا إلى الشارع، رأينا دماراً ضخماً في المبنى... دخلنا وعلى الفور بدأنا بالبحث داخل الشقق»، مضيفَين أنه «في الطابق الثالث كان هناك مصاب فاقد للوعي تماماً، مع إصابة بجروح حرجة... لم يكن أمامنا سوى إعلان موته. وفي شقّة ثانية، وجدنا مسنّاً (74 عاماً) كانت رِجله عالقة تحت الدمار، أسعفناه ونقلناه إلى المستشفى وهو مصاب بإصابة متوسّطة الخطورة. كما قدّمنا الإسعاف لثلاثة آخرين أصيبوا إصابات متوسّطة، ولرابع إصابته طفيفة».
أمّا في «سديروت»، فتضرّرت ثلاثة مبانٍ، أحدها كان فيه بعض العاملين، والآخر شقّة سكنية يقطنها زوجان ومهاجر أوكراني، فيما الثالث مركز جماهيري كانت تزوره وزيرة الاستيطان، أوريت ستروك، لحظة سقوط الصواريخ. غير أنه طبقاً لموقع «واللا»، فإنه «لم تقع أيّ إصابات في سديروت باستثناء بعض حالات الهلع التي عولجت ميدانياً». وفي "أشكول"، أصيب عامل أجنبي (30 عاماً) بجروح متوسّطة بعدما طالته شظايا صاروخ سقط في منطقة مفتوحة. كما أصيب مستوطن وزوجته في مستوطنة «كفار ميمون» بشظايا صاروخ سقط في فناء منزلهما.