كرّرت الولايات المتحدة الأميركية، دعمها «الراسخ» للاحتلال الإسرائيلي الذي تقدم اليه واشنطن سنوياً مساعدات بمليارات الدولارات، مؤكّدة مساعيها لـ«ضمان عدم امتلاك ايران أسلحة نووية» لأنها «التهديد الأعظم على إسرائيل»، في أعقاب هجوم إسرائيلي ضد إيران والوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة. وقبيل زيارته المرتقبة إلى السعودية لدفع عملية تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، قال وزير الخارجيّة الأميركي، أنتوني بلينكن إلى إن «إيران هي التهديد الأعظم على إسرائيل»، مشدداً على أن «الدبلوماسية هي الطريق للحؤول دون حيازتها سلاح نووي». بحسب «القناة 14» الإسرائيلية.
وأتت أقوال بلينكن، في خطاب أمام لجنة «أيباك» في واشنطن، وبعد فترة من التوترات والتصريحات الهجومية الإسرائيلية ضد إيران والوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة، التي أغلقت تحقيقين حول آثار يورانيوم مخصب نسبة 83.7% في منشآت نووية إيرانية، وهو ما اعتبرته إسرائيل «خضوعاً من الوكالة للضغوط الإيرانية واستسلاماً لها»، بينما رفض رئيس «الوكالة» رافاييل غروسي الاتهامات، مشيراً إلى أنه «نقف وراء القرار ونطبقه».
وأضاف بلينكن أنه «يحظر السماح لإيران بتطوير سلاح نووي»، مشدداً على أن ذلك «لن يحدث خلال ولاية (الرئيس الأميركي، جو) بايدن، التي لا تزال ملتزمة بالطرق الدبلوماسية لمراقبة إيران طوال الوقت».
وفي الإطار، هدد رئيس حزب «المعسكر الوطني»، بيني غانتس، أمس، بهجوم إسرائيلي محتمل ضد إيران، قائلاً في خطاب ألقاه بمؤتمر عقدته صحيفة «جيروزاليم بوست» إن «حكومة نتنياهو ستحظى بموافقة المعارضة (التي يتزعمها)، وغطاءً لأي عملية عسكرية تُشن ضد إيران»، مشيراً إلى أن «هذا هو الوقت المناسب لوضع أي شيء يمكن أن يعرقل تعاوناً أمنياً بينناً وبين الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل الأهم. ويحظر أن تمس اعتبارات سياسية وعمليات تكتيكية بالمصالح الأمنية العليا لدولة إسرائيل».
وبالعودة إلى خطاب بلينكين أمام «أيباك»، أكّد وزير الخارجية الأميركي التزام بلاده بـ«دفع عملية تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية»، لافتاً إلى أن ذلك «قد يستغرق وقتاً»، مع العلم أنه سيزور جدة اليوم والرياض غداً لمناقشة المسألة وقضايا أخرى.
ورأى بلينكن أن «اندماج إسرائيل في الشرق الأوسط يخدم المصالح القومية للولايات المتحدة»، مشدداً كما نقلت عنه صحيفة «هآرتس» العبرية على أن «اتفاقيات التطبيع الموقّعة بين إسرائيل ودول عربية ليست بديلاً من السعي لحل الدولتين».
وفي سياق آخر يطاول الوضع الداخلي الإسرائيلي، تطرق بلينكن إلى خطة «الانقلاب القضائي» التي تدفع بها الحكومة الإسرائيلية، معتبراً أن «إسرائيل تأسست على قيّم ديمقراطية، وعلاقاتنا معها مستندة إلى هذه القيم»، موضحاً أن تسوية قد تتوصل إليها المعارضة والائتلاف في المفاوضات الدائرة بديوان الرئيس الإسرائيلي، ستحظى بموافقة بلاده.