قتل أربعة حاخامات وجرح ثمانية آخرون جراء هجوم شنه شابان فلسطينيان على كنيس يهودي في منطقة «هار نوف» غربي القدس المحتلة. وفيما تحدثت وسائل الاعلام العبرية عن أربعة جرحى في حالة خطرة جداً، أشارت مصادر أمنية إسرائيلية إلى أن المنفذين قتلا برصاص الشرطة بعد أن انتهيا فعلياً من تنفيذ العملية.
وقال مصدر في شرطة الاحتلال إن «مجزرة الكنيس» جرت بعدما تسلل المنفذان في السابعة صباحاً (أمس) داخل الكنيس، بعد أن تأكدا من أن الحاخامات باشروا إجراءات الصلاة، فبادرا إلى مهاجمتهم بنيران المسدسات والبلطات، ليقتلوا عدداً منهم ويجرحوا آخرين.
وتبين في وقت لاحق أن جميع القتلى من الحاخامات، وأحدهم هو موشيه تفيرسكي الذي يرأس المدرسة الدينية «توراة موسى» المشرفة على الكنيس المستهدف. ونقلت وسائل إعلام عبرية عن شهود عيان كانوا بالقرب من الكنيس وقت تنفيذ العملية، أنهم رأوا أحد الحاخامات يخرج من المكان وكان مضرجاً بالدماء، وصاح بأعلى صوته إن «مجزرة حدثت في الداخل».
وأشارت مصادر في شرطة الاحتلال إلى أن التحقيقات الأولية أظهرت أن منفذي العملية من سكان جبل المكبر، ويظهر أنهما نفذا العملية من تلقاء نفسيهما، من دون أي صلة بتخطيط من فصيل فلسطيني.
وذكرت القناة الثانية أن منفذي الهجوم كانا على دراية تامة بتقسيمات الكنيس وغرفه وممراته، إذ إنهما هاجما عدة غرف إضافة إلى القاعة الرئيسية، «وكانا يتنقلان من غرفة إلى أخرى، الأمر الذي يؤكد أنهما خططا للعملية مسبقاً وجيداً» وهو الأمر الذي أكدته القناة العاشرة نقلاً عن مصادر شرطية قالت إن المنفذين يعرفان الكنيس جيداً وتفاصيله الهندسية، ولا يستبعد أنهما خططا للعملية طوال الأيام الماضية.
«العاشرة» قدرت أن السبب الرئيسي الذي مكّن المهاجمين من إيقاع هذا العدد الكبير من الإصابات أنهما دخلا إلى الكنيس متنكرين بزي الحاخامات الحريديم، الأمر الذي سهل دخولهما وفاجأ من كان في المكان، وخاصة رئيس المعهد الحاخام تفيرسكي، إذ تظهر التحقيقات الأولية أنه أول قتيل سقط برصاص المهاجمين.
في ما يتعلق بأسباب اختيار المنفذين الهجوم على الكنيس، كشف موقع صحيفة «معاريف» أن العملية قد تكون رداً انتقامياً على قتل الفتى المقدسي محمد أبو خضير وحرقه في تموز الماضي. ونقلت عن والد أحد المتهمين الرئيسيين في قضية أبو خضير، يوسيف حاييم بن دافيد، أن ابنه كان يتردد إلى الكنيس نفسه يومياً للصلاة فيه، وقد «يكون اختيار هذا الكنيس تحديداً سببه الوصول إلى أقرباء قاتل أبو خضير وأصدقائه».
لاحقاً، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات، وقائد الشرطة يوحنان دانينو، قررا تعزيز جهاز الحرس المدني والمتطوعين في أحياء المدينة، وقال بركات في حديث إلى «هآرتس» إنه تقرر في أعقاب جلسة لتقدير الوضع تنفيذ عملية واسعة لتجنيد متطوعين للحرس المدني، داعياً الإسرائيليين إلى تعزيز المساعدة المدنية للقوات الأمنية.
كذلك نقل موقع «واللا» أن وزير الأمن الداخلي، يتسحاق اهرونوفيتش، أمر الشرطة الإسرائيلية باتخاذ سلسلة خطوات فورية داخل القدس ومحيطها. ومن هذه الخطوات، نصب حواجز في الأحياء الشرقية للقدس، وحواجز في القرى المحيطة بالمدينة، وأيضاً تجنيد أربع سرايا من حرس الحدود وقوات تطوعية لتعزيز القوات المنتشرة في المدينة.
وأمر اهرونوفيتش بدفن منفذي العمليات خارج القدس. كذلك أوصى بالإسراع في هدم منازل منفذي العملية وإعطاء تسهيلات في موضوع حمل السلاح لسكان القدس.
ونقل «واللا» عن القائد العام لشرطة الاحتلال، يوحنان دانينو، أنه أجرى تقديراً للوضع بمشاركة القيادة العليا في الشرطة. ونهاية الجلسة قال دانينو: «بدءاً من هذه اللحظة انتقلت الشرطة إلى النشاطات الخاصة بمستوى 3». وأضاف: «أمرت جميع قادة المناطق بالاستعداد لأي سيناريو محتمل من عمليات انتقام وجبي ثمن... يجب زيادة الدوريات حول المساجد والكنس والأماكن المقدسة»، مضيفاً أنه أمر بإلغاء الإجازات لجميع عناصر الشرطة.