لأنه «بيكفي هالقد عنصرية»، أوقف أهالي الرشيدية أخيراً بث قناة «ام تي في» عن شبكة الستلايت داخل المخيم. رد الفعل هذا جاء على إحدى حلقات البرنامج المفترض كوميدياً «كتير سلبي» على هذه القناة، والتي سخرت من المطالبين بحق العمل والتملك للاجئين «في حين ان للبناني حقوقاً مش واصلتلو»، مصورة اللاجئ الفلسطيني في لبنان وكأنه يلهث وراء التوطين ولا يريد في الحقيقة العودة الى بلاده المحتلة. هكذا تحرك أهل مخيم الرشيدية «عفواً وتلقائياً وسلمياً بالتأكيد»، وقاموا بقطع بث قناة «القوات اللبنانية» التي تسترزق من عنصريتها وتبحث عن «الجمهور» عبر اثارة النعرات ضد «الفلسطيني». «ما بقى بدنا لا نشوفها ولا نسمعها»، يقول نمر حوراني عضو اللجان الأهلية في مخيم الرشيدية وصاحب إحدى محطات إعادة بث شبكة الستالايت، واضعاً حدّاً «للعنصرية الفاقعة التي تمارسها هذه القناة، وهو امر جليّ جداً ليس فقط من خلال ما تم تناقله أخيراً عن تلك الفقرة في برنامج «كتير سلبي»، إنما من خلال سياستها العامة والواضحة تجاه شعبنا، لذلك، وكتدبير احترازي، قمنا بهذه الخطوة لصون الناس عن سماع ما تبثه هذه القناة من أفكار عنصرية خوفاً من تولد أية حالة احتقان تجاهها أو تجاه بعض الأطراف اللبنانيين وهم اهلنا في كل حال، ما يشكل نوعاً من الخطورة في العلاقة بين الشباب اللبنانيين والفلسطينيين، نحن بغنى عنها، خصوصاً أن هؤلاء يتقاسمون معاً الجامعات نفسها». ويردف الحوراني «أن رد الفعل هذا اقتصر على قطع البث، وعلى التعبير على شبكة التواصل الاجتماعي، لا سيما الفايسبوك، دون أن تمتد ذيوله على الصعيد الميداني، فالوضع الداخلي اللبناني حساس، (ومش ناقصو) ولا نريد أن يُستغل أي تحرك لاستثماره في اتجاه خاطئ». ويذكر أن هذا «الإسكتش»، ليس حديث العرض على تلك القناة، لكن الموضوع «غير مرتبط بتوقيت ما، خصوصاً انه وقع حديثاً بين أيدينا على الإنترنت، فغالبية شعبنا ليسوا من متتبعي تلك القناة». كما يقول الناشط الشبابي في مخيم الرشيدية احمد فاعور مضيفاً «هذا من جهة، أما من جهة أخرى ونظراً لما يحويه من إهانة لشعبنا كان لا بدّ من التحرك عفوياً عبر صفحات الانترنت لا سيما لجهة استحداث صفحة على الفايسبوك تدعو لمقاطعة القناة (معاً لمقاطعة ام تي في) والتي انهالت عليها تعليقات الاستهجان والسخط على ما نشر من قبل شباب المخيم». ولا يخفي الناشط استغرابه لما تم بثه على تلك القناة «هيدول ما بيعرفوا شي عن فلسطين وعن أهل المخيمات، ولا كيف عايشين ولا عن تاريخهم، فالفلسطيني هو الأجنبي الوحيد الذي يضخ كل ما يجنيه من أموال داخل هذا البلد، مساهماً في تنشيط الدورة الاقتصادية فيه». من جهته، يرى الممثل يوسف إبراغيث، ابن المخيم، أن ما نشر «كان بهدف استفزازنا خصوصاً أن هذه المحطة لها سوابق ببث العنصرية، لكن رد فعلنا كان حضارياً جداً، ورفضنا أي تحركات ميدانية محبطين أهدافهم المبيتة، فنحن نرفض أن نكون شماعة تعلّق عليها مشاكلهم السياسية»، ويكشف إبراغيث «أن سياسة هذه القناة باتت جلية جداً، فهي تهدف لخلق بذور الفتنة بين الصفين اللبناني - الفلسطيني، لجرنا نحو الفتنة»، مضيفاً «لو ما نكون واعيين كانت الأمور ستصل إلى نقطة خطيرة جداً، لكن الشعب الفلسطيني لا ينجرّ وراء تلك السخافات».


ليست المرة الأولى

«ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها اللاجئ الفلسطيني في لبنان للإهانات، إن إعلامياً أو عبر شخصيات سياسية أو دينية، وذلك من دون أن تحرك قياداتنا أو حتى سفارتنا ساكناً»، يقول الناشط الشبابي احمد فاعور موضحاً «أننا لسنا بصدد تأزيم الوضع أو خلق أية بلبلة، لكن عتبنا الكبير على سفارة بلادنا وقياداتنا التي أخفقت ولو باتخاذ موقف يعيد الاعتبار لكرامة اهلنا اللاجئين ويجعلهم يحسون بأن هناك من يمثلهم ويدافع عنهم»، مضيفاً أنه لو تكرر هذا الأمر فسيكون للشباب الفلسطيني تحركات سلمية ضد.. «أهل البيت».