إلى جانب المناورات والاستعدادات العسكرية المتبادلة، وسعي كل من الطرفين لإعداد رزمة من المفاجآت للطرف الآخر، تخوض الدولة العبرية والجمهورية الإسلامية في إيران صراعاً ضارياً على مستوى عالم السايبر. هذا الصراع دفع المسؤولين الإسرائيليين إلى رصد الإمكانات والخبراء من أجل تكوين قدرة دفاعية وهجومية عن المنشآت الحساسة الإسرائيلية، انطلاقاً من فرضية عمل، كما يقول رئيس قسم الدفاع عن الحواسيب الحساسة في الدولة، التابع للشاباك، بأن الإيرانيين أكثر ذكاءً منا وينبغي عدم الاستهتار بهم وهم الذين اخترعوا الشطرنج قبل 5000 سنة. وكشف معلّق الشؤون الأمنية في صحيفة «يديعوت أحرونوت» رونين بيرغمان، عن هجمات قاسية شنتها إيران ضد مختلف الحواسيب الحساسة المنتشرة في كل أنحاء إسرائيل، تميزت بحسب تعبير عدد من مسؤولي شعبة السايبر في الشاباك بالتطور العالي جداً. ونقل بيرغمان عن هؤلاء المسؤولين في مقابلة حصرية تنشر كاملة في ملحق الصحيفة اليوم (الجمعة)، قولهم إنه بالإضافة إلى مئات آلاف الهجمات على مستوى منخفض من قبل نشطاء إسلاميين من كل أنحاء العالم، حصل في السنوات الثلاث الأخيرة عدد من الهجمات المتطورة على مستوى الدولة، وعند تشخيص هذه الهجمات تمت الاستعانة بطواقم خاصة من شعبة السايبر، التي قامت بنشاطات عملانية مختلفة من أجل تشخيص الجهات التي تقف وراء هذه الهجمات (مصدرها إيران) قبل وصولهم إلى المناطق الحساسة في البنية التحتية، وتم إحباط الهجوم في الوقت الملائم.
وفي ما يتعلق بخلفيات الهجمات الإلكترونية الإيرانية، يضيف بيرغمان إنه في أعقاب الهجمات التي تلقتها الحواسيب التابعة لمشروعها النووي، أنشأت إيران شبكة مركزية لتنسيق كل نشاطات السايبر هدفها العلني الدفاع عن الحواسيب الحساسة لها، لكن هدفها الخفي مهاجمة الحواسيب للأطراف المعادية. وضمن هذا الإطار، استعاد بيرغمان اتهام وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، قبل ثلاثة أشهر، إيران بشن سلسلة هجمات قاسية ضد حواسيب البنوك في الولايات المتحدة.
ومن أجل حماية الحواسيب الاستراتيجية التابعة للمصارف في إسرائيل وضمها إلى قائمة المنشآت التي تقع ضمن حماية شعبة السايبر في الشاباك، تم تسريع سن قانون في الكنيست، هو الآن في مراحل مختلفة في لجنة الداخلية ولجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست.
يُشار إلى أن شعبة السايبر مسؤولة عن تحديد الدفاع عن منظومات الحواسيب الحساسة في الدولة، حيث تعمل مجموعة من «الهاكرز» الشبان في مختبرات تابعة للشعبة في المنطقة الوسطى، تهدف إلى حماية وتدمير أي محاولة إضرار بحواسيب المؤسسات الهامة التي يمكن أن تشلّ الدولة، مثل شركة الكهرباء، والاتصالات والمياه وغيرها. كما يتبع للشعبة قسم استخبارات هدفه جمع المعلومات وخوض قتال في عالم السايبر.