«تباً لحماس. إلى الجحيم إسرائيل. أخت فتح. أخت الأمم المتحدة. أخت الأونروا. أخت الولايات المتحدة. نحن الشباب في غزة، اكتفينا من إسرائيل، حماس، الاحتلال، انتهاك حقوق الإنسان، وازدواجية المجتمع الدولي. نريد أن نخرق جدار الصمت، واللاعدالة، كما تخرق طائرات الإف 16 الإسرائيلية جدار الصوت. نريد أن نصرخ بكل طاقة أرواحنا لننفّس الإحباط الكبير الذي يستهلكنا بسبب هذا الوضع الرديء الذي نعيش فيه. نحن كقملة بين ظفرين، نعيش كابوساً داخل كابوس.سئمنا كوننا عالقين في هذا الصراع السياسي، سئمنا ليالينا السوداء كالفحم والطائرات تحوّم فوق بيوتنا. سئمنا سقوط، سئمنا الملتحين والذين يستغلّون سلاحهم لضرب أو سجن الشباب الذين يجسّدون ما يؤمنون به. سئمنا جدار العار الذي يفصلنا عن باقي وطننا. سئمنا تقديمنا كإرهابيين. سئمنا تمييز المجتمع الدولي، خبير الإعراب عن القلق وصياغة القرارات، والجبان في تنفيذ قراراته. تعبنا من العيش حثالة، تسجننا إسرائيل، تضربنا حماس ويتجاهلنا باقي العالم.  
(...) بالكاد نجونا من عملية الرصاص المسكوب، عندما قصفتنا إسرائيل بقوة، مدمّرة الآلاف من بيوتنا بل اكثر من ذلك، أحلامنا وحيواتنا. لم يتخلصوا من حماس، كما قالوا، لكنهم بثّوا إلى الأبد الرعب في قلوبنا. (...) نحن شباب بقلوب مثقلة، تجعل صعباً علينا الاستمتاع بغروب الشمس. كيف نستمتع، عندما ترسم الغيوم السوداء الأفق، وصور الماضي القريب تمرّ أمام أعيننا كلما أغمضناها. نبتسم لنخبّئ الألم. نضحك لننسى الحرب. نفعل ذلك كي لا ننتحر الآن وهنا. خلال الحرب راودنا شعور أكيد بأن إسرائيل تريد محونا من الوجود.
في السنوات الأخيرة حاولت حماس المستحيل للسيطرة على أفكارنا، تصرفاتنا ومصادر إلهامنا. نحن جيل من الشباب اعتاد مواجهة الصواريخ، محمّلين بما يشبه مهمّة مستحيلة: عيش حياة سليمة وطبيعية، بالكاد تتحملنا منظمة ضخمة انتشرت في مجتمعنا مثل مرض خبيث مُعد، مسبّبة الفوضى، قاتلة أفكارنا وأحلامنا بطريقها. ولا ننسى السجن الكبير الذي تديره دولة تزعم أنها ديموقراطية.
(...) نحن خائفون. هنا في غزة، نحن خائفون من أن نسجن، من أن يُحقق معنا، من ضربنا، تعذيبنا، قصفنا وقتلنا. خائفون من العيش، لأن علينا التفكير ملياً بكل خطوة نخطوها، الحدود في كل مكان. لا يمكننا التحرك كما نشاء، أو قول ما نريد أو فعله، لا بل أحياناً لا يمكننا التفكير بما نريد، لأن الاحتلال احتلّ حتى عقولنا وقلوبنا. لا نريد أن نكره أحداً، أو نشعر بكل هذا، لا نريد أن نكون ضحايا بعد الآن. كفى. كفى ألماً، كفى دموعاً، كفى معاناة، كفى سيطرة، كفى تكبيلاً لنا، كفى تبريرات، رعباً، تعذيباً (...) كفى سياسة غير مستقرة، سياسيين متعصبين، ترّهات دينية، كفى سجناً. نقول كفى، ليس هذا المستقبل الذي نريد! نريد ثلاثة أشياء: أن نكون أحراراً. أن نتمكن من العيش حياة عادية، نريد السلام. هل ما نطلبه كثير؟
هذا هو بيان شباب غزة للتغيير! سنبدأ بتدمير الاحتلال الذي يحاصرنا، سنتحرر من السجن الذهني، ونستعيد احترامنا لنفسنا. سنرفع رؤوسنا عالية ولو واجهتنا مقاومة. سنعمل ليل نهار لتغيير واقعنا. سنزرع أحلامنا أينما وجدنا جدراناً. نتمنى منك، نعم منك أنت يا من تقرأ بياننا الآن أن تدعمنا».
للتواصل معنا الرجاء الكتابة على جدار الفايسبوك أو عبر البريد الإلكتروني:

[email protected]
(الأخبار)


المقابلة الأولى


انفردت مراسلة «الأوبزرفر» البريطانية بلقاء مع الشبان والشابات الثمانية الذين حرروا بيان غزة. شروط المقابلة: لا صور، لا أسماء حقيقية. «متحمسون، لكننا خائفون أيضاً»، يقول «أبو جورج» أحد أفراد المجموعة ويضيف: «ليست حياتنا وحدها في خطر، وضع عائلاتنا في خطر أيضاً». عندما نشرت المجموعة بيانها قبل3 أسابيع، أعطت نفسها سنة لجمع الدعم، قبل التفكير في الخطوة التالية. لكن التفاعل السريع مع البيان أجبرها على التعامل مع رد الفعل هذا على وثيقة قد تكون نقطة تحول كبيرة في حياة القطاع، حسب مراسلة الصحيفة