تصاعدت سخونة السجال الدائر في إسرائيل حول التسريبات التي تحدثت عن نية الثنائي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه ايهود باراك شنّ عملية عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية، مع الكشف عن سعي الرجلين إلى تجنيد أغلبية وزارية لصالح ضرب إيران، رغم دخول وزير الشؤون الاستخبارية دان مريدور إلى حلبة السجال وتحذيره من خطورة «الفضيحة» المتمثلة بفتح سجال علني حول الموضوع. وكشفت صحيفة «هآرتس» أن نتنياهو وباراك يواصلان العمل لتجنيد وزراء في الحكومة لتأييد عملية عسكرية ضد ايران. وتطرّقت الصحيفة إلى موازين القوى داخل الحكومة المصغّرة (8 وزراء)، فأشارت إلى أنه يوجد تفوُّق طفيف لموقف معارضي العمل العسكري، بما أن وزير المال يوفال شتاينيتس يعارض الهجوم في هذه المرحلة، رغم المعلومات التي سبق أن أكدت أن «بيبي» أدخله إلى الثمانية الوزارية لكسب تأييده. وينضم شتاينيتس إلى مجموعة من أربعة وزراء ممن يعارضون بشدة عملية عسكرية في التوقيت الحالي، وهم موشيه يعلون ودان مريدور وبني بيغن وايلي يشاي. ويعتقد الأربعة، بحسب «هآرتس»، أن على إسرائيل مواصلة تجنيد الغرب لممارسة ضغط سياسي واقتصادي على طهران، بما أنه ممنوع على دولة الاحتلال الانطلاق في عملية عسكرية دون تنسيق كامل مع الادارة الاميركية. من جهته، قال وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان إن الخطاب العام حول احتمال الإقدام على مهاجمة إيران تسبّب في ضرر فادح، مؤكداً أن 99 في المئة مما نُشر بهذا الخصوص «لا يمتّ إلى الواقع بصلة، بل يعبر عن حالة جنون أصابت دوائر وشخصيات معينة» حسب قوله. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن ليبرمان قوله إن إيران تشكّل أكبر وأخطر تهديد للنظام العالمي، لذلك فإن «موقف إسرائيل بطرح جميع خيارات التعامل مع إيران على الطاولة، له ما يبرره».
كذلك دخل الوزير بينغي بيغين على خط الانتقادات للسجال العلني الدائر حول الموضوع الإيراني واصفاً إياه بـ«التسيب المجنون». وقال «لم يسبق أن حصل تحلل من المسؤولية وحملة من التسيب كما يحصل في هذه الأيام». ووجه بيغين نقداً حاداً لرئيس الموساد السابق، مئير دغان، الذي كان أول من حذّر من مغامرة الثنائي باراك ونتنياهو في الشأن الإيراني، موضحاً أن ما أقدم عليه «خيانة للأمانة ومقرف»، مضيفاً «هذا عمل قذر ناشئ عن جنون العظمة لدى الأشخاص».
في المقابل، خرج وزير شؤون الاستخبارات دان مريدور عن صمته؛ فقد نقلت عنه صحيفة «معاريف» ما وصفته بأنه «تصريح استثنائي» قال فيه إنّ «النقاش في مثل هذا الموضوع أخطر في نظري من تسريبات عنات كام»، في إشارة إلى المجندة التي سربت معلومات عسكرية إلى صحيفة «هآرتس»، والتي حُكم عليها قبل يومين بالسجن أربع سنوات بتهمة تسريب معلومات عسكريّة. وكان مريدور، الذي عاد يوم الاحد إلى الدولة العبرية من نيويورك، قد «ذُهل لدرجة الصدمة الحقيقية» بحسب «معاريف» من شدة النقاش الحساس ومضمونه حول قصف ايران. ووفق ما نقل عنه، فإن مريدور قال «وصلنا الى وضع خطير جداً وغير مناسب على شاكلة نقاش جماهيري علني، وهذا غير طبيعي تماماً». ودافع مريدور عن قناعته بوجوب الحفاظ على سرية مثل هذه المواضي