مرارته من «مواضيع البيت الداخلي التي تحل بالنقاش والحوار» لم تحل دون مشاركة فؤاد العضم في تظاهرة أمس. فـ»القضايا الاستراتيجية والوطنية أهم من أي شيء آخر». لذلك، يتابع العضم: «أنزل إلى ساحة الشهداء مرفوع الرأس، لأني لا أرى نفسي إلا إلى جانب العماد عون».
ابن بلدة زوق مكايل خطا أولى خطواته باتجاه التيار الوطني الحر عندما انضم إلى الهيئة الطلابية في جامعة الروح القدس ــ الكسليك حين كان في عامه الجامعي الأول في كلية الحقوق. ولاحقاً بات كغيره من شباب التيار الذين يتابعون أخبار العماد عون من فرنسا عبر الصحف وأحد المواقع الإلكترونية و»النشرة» التي كانت توزع في الجامعات لإيصال «مبادئ عون والقيم التي يحارب من أجلها». أما اليوم فقد غدا العضم مستشاراً قانونياً في أحد المصارف، وأمين سر هيئة زوق مكايل في التيار الوطني الحر ومرشح إلى منسقية قضاء كسروان الفتوح. وهو إذ يصف نفسه بالمتمرد «على غرار الجنرال» يقول إنه تبع عون بالأساس لأنه ضد «التقليد السياسي والوراثي».

العضم خطا أولى خطواته عندما انضم إلى الهيئة الطلابية في الروح القدس

ويبرر العضم نزوله أمس إلى الشارع بـ»الخبز والملح والعشرة»، رغم «المرارة التي أشعر بها لعدم وجود كثيرين من رفاقي في التيار إلى جانبي اليوم، بسبب تنحّيهم عن المشاركة في أنشطة الحزب بعد تعيين الوزير جبران باسيل رئيساً وعدم إجراء انتخابات عادلة». وبودّ وعفوية يقول: «التظاهر إلى جانب أصحاب الكروش المنفوخة والجيوب المليانة فيما باتريك رزق الله ولينا عقيقي وغيرهما في المنزل صعب طبعاً، لكن لا يجوز البقاء في المنزل. أنا أؤمن بالتيار». وهو تظاهر أمس «ضد الجلادين» الذين يواصلون اتخاذ القرارات التعسفية ضد الجنرال.
تجدر الإشارة إلى مشاركة العضم، من دون بذلته الحزبية، في بداية الاعتصامات المطلبية، لإيمانه بالقضايا المطروحة والأشخاص الذين يطرحونها. إلا أن رفض بعض المجموعات لمشاركة الحزبيين «حتّم علينا التنحّي والدعوة إلى تظاهرة أمس».