يبين التجوال في سوق جبيل، لسؤال الجبيليين عن أكثر مطلبين ملحّين بالنسبة إليهم، الهوة الشاسعة بين هموم المواطنين وهموم السياسيين. فلا أحد يأتي على ذكر رئيس الجمهورية أو قانون الانتخاب أو الانتخابات النيابية أو حقوق المسيحيين أو غيرها. كل هذه مهمة، إلا أن أولوية المواطنين في مكان آخر.
الأهم بحسب عامل في ميني ماركت هو «الوظيفة بشروط محترمة». ومن متجر إلى معمل فمتجر ثان وثالث ورابع، تتكرر المطالبة بتأمين الكهرباء قبل أي شيء آخر، خصوصاً في فصل الصيف حين يزداد التقنين. ومن الكهرباء، ينتقل آخرون بسرعة إلى المياه، متسائلين كيف يعقل أن يشتري الجبيلي مياهاً وهو المعروفة قراه بوفره مياهها وكثرة أنهارها. ويبدو واضحاً أن شركات «الفاليه باركينغ» و»الباركميتر» هي أكثر ما يستفز أهل المدينة هذه الأيام، لأنها تستغل أملاكاً عامة لمصلحتها الخاصة، و»تنصب» على المواطنين علانية دون استحياء.