البترون ــ عمر حبيبلطالما تميّزت الانتخابات البلدية والاختيارية في قرى قضاء البترون بطغيان الطابع العائلي عليها، إلا أن الأمر يبدو مختلفاً هذه المرة. إذ لا تخلو اللوائح التي تتشكل من ألوان حزبية واضحة في مكان، فيما تتميّز بـ«خلطات» غريبة في أمكنة أخرى.
قرية أجدبرا، التي فيها حضور للتيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية والكتائب وأنصار النائب بطرس حرب كادت تنجح في تزكية أعضاء مجلسها البلدي لولا انسحاب الاشتراكيين، الذين يعرّفون عن أنفسهم بتسمية «تقدميون اشتراكيون أوفياء لفكر كمال جنبلاط» (بعد الانقلاب الجنبلاطي الأخير) وهم على تنسيق مع الأمانة العامة لـ14 آذار، كما أفاد «الأخبار» أحد المرشحين الذي فضَّل عدم ذكر اسمه.
هذا الأمر جعل التوافق في أجدبرا قائماً بين جميع الأفرقاء باستثناء الاشتراكيين وأحد القواتيين المستمرّ في المعركة، على الرغم من أن الصيغة المتفق عليها تعطي القوات اللبنانية 3 أعضاء، وتضم 3 عونيين (مع عضو رابع ملك)، وعضو للكتائب يكون رئيساً للبلدية، ويكون نائب الرئيس من مناصري النائب حرب. أما المرشحان لمنصب المختار، فقواتي ومستقلّ (اشتراكي سابق).
وتسير قرية عبرين نحو معركة حامية. وعلى الرغم من قرب موعد الاقتراع، لا تزال اللوائح تُطبخ في أكثر من مطبخ، داخل القرية وخارجها، مع أن مختار عبرين الحالي فاز بالتزكية لدورة جديدة. وقد شكل التيار الوطني الحر وتيار المردة لائحة مكتملة (12 عضواً) برئاسة د. يوسف ضرغام، شقيق المختار (ما يثير تحفظات لدى بعض العائلات). كما تشاركَ حزبا الكتائب والقوات بلائحة مقابلة برئاسة فارس طنوس.
أما اللائحة الثالثة، فهي تضم مجموعة من أبناء البلدة الذين يرون معركتهم إنمائية، بغضّ النظر عن انتماءاتهم السياسية المتعددة، إذ تضم هذه اللائحة غير المكتملة (10 أعضاء) شيوعياً هو سمعان بو موسى، الذي أكد أن معركة لائحته إنمائية لا حزبية، وأنه يعتمد فيها على رصيده الشخصي كما على أعضاء لائحته التي تضم «عونيين ومردة ومناصرين لحزب الكتائب»، وأن عدداً كبيراً من مناصري التيارات المختلفة في عبرين سوف يؤيّدونهم. والجدير بالذكر أن اللائحتين المكتملتين حاولتا استقطاب أعضاء اللائحة الثالثة، لكن المفاوضات لم تؤدّ إلى نتيجة، كما أفاد ناشطون في التيار الوطني الحر وأعضاء في اللائحة الثالثة.
أما الوضع في قرية حامات فواضح: لائحة القوات اللبنانية برئاسة الرئيس الحالي مظهر كرم، و«لائحة العائلات» برئاسة المختار الحالي عيسى عيسى، يدعمها الوطني الحر والمردة، والمعركة حامية. خصوم رئيس البلدية الحالي، وخصوصاً منهم من يرفع لواء البيئة، يضعون في الواجهة رعايته لمكبّ النفايات في القرية.
في شكا، يدعم التيار الوطني والمردة الرئيس الحالي فرج الله الكفوري ولائحته، في مواجهة لائحة مدعومة من القوات والكتائب برئاسة ميشال الخوري. والمعركة حامية أيضاً، في ظلّ الدخان المنبعث من شركتَي الترابة في البلدة، وسعيهما إلى التأثير في المعركة.