عطلة نهاية أسبوع عادية شهدتها معظم قرى إقليم التفاح أمس، لولا معارك انتخابية متفرقة في خمس بلدات: رومين، حومين التحتا، جرجوع، صربا، وحومين الفوقا التي انتهى نهارها بإشكال وانسحاب إحدى اللائحتين المتنافستين
سوزان هاشم
ما خلا بلدة حومين الفوقا، عاشت معظم بلدات إقليم التفاح نهاية أسبوع عادية، تظلّلت بأجواء التزكية التي اجتاحت الانتخابات البلدية والاختيارية فيها، ولا سيّما في كلّ من جباع، عين بوسوار، عين قانا، عربصاليم، كفرفيلا، وعزة. فيما شهدت كلّ من رومين، حومين التحتا، جرجوع، وصربا، انتخابات تفاوتت حدة المنافسة فيها.
المنافسة الأبرز كانت في حومين الفوقا التي لم تنعم طويلاً بالهدوء الذي رافقها نهاراً، بعد إشكال بدأ بحسب ما أفادت أوساط في البلدة، «في باحة مركز الاقتراع عندما كان أحد الناخبين متجهاً لانتخاب لائحة «حومين للكلّ» التي تضمّ عائلات البلدة وبعض اليساريين، اعترضه أحد مؤيدي لائحة «التنمية والوفاء»، وتلاسن معه ليتدخل أحد عناصر شرطة المجلس النيابي، ويعتدي عليه بالضرب وتتوسع دائرة الإشكال الذي نجم عنه 3 جرحى، إصابتهم طفيفة، كما تم الاعتداء على طاقم مراسلي قناة الجديد، وتكسير الكاميرات». هذا الإشكال أدّى إلى انسحاب لائحة «حومين للكلّ»، وإجلاء جميع مندوبيها من المركز. لكن هذا الانسحاب لم يوقف سير العملية الانتخابية في البلدة كما كان متوقعاً. وتقول المنسحبة من اللائحة سناء جعفر، إن الهدف من الإشكال سببه أن الطرف الآخر «ما بدّو انتخابات، يقينهم بإمكانية خرقنا اللائحة جعلهم يبدأون بالاستفزازات وينتهون بالاعتداءات».
صربا المارونية شهدت بدورها معركة انتخابية قاسية، إذ تنافس على مجلسها البلدي كلّ من لائحة «صربا الغد» المدعومة بصورة رئيسية من التيار الوطني الحر والعائلات والحزب الشيوعي اللبناني، ولائحة «التوافق» المدعومة من القوات اللبنانية والكتائب وعائلات. وتجلّت حماسة المعركة في نسب الاقتراع الكثيفة التي لوحظت منذ الصباح الباكر والازدحام الذي لم تعرف له البلدة مثيلاً من قبل، إضافة إلى نشاط الماكينات الانتخابية لكلّ من اللائحتين المكتملتين، ولا سيّما تلك العائدة لـ«صربا الغد»، «فالتيار دخل على الخط»، يبرر إيلي الحلو المرشح على اللائحة، مردفاً أن «هذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها صربا تنظيماً للماكينة الانتخابية كهذا، وهذه الحماسة وذلك يعود إلى رغبة الأهالي بتغيير ما هو سائد في مجلسها منذ 12 عاماً».
والملاحظ أن الشعارات الحزبية غائبة تماماً عن أجواء الانتخابات، بالرغم من اتسامها بالحزبية، ليحل مكانها شعار كل من اللائحتين. أما اختيارياً فيتنافس 5 مرشحين على مقعد واحد وذلك بمعزل عن اللعبة الحزبية.
وفي بلدة جرجوع، تنافست لائحة «الوفاء لجرجوع الحبيبة» المؤلفة من 11 مرشحاً والمدعومة من الائتلاف الشيوعي والحزب السوري القومي وأفراد محسوبين على التيار الوطني الحر، مع لائحة التنمية والوفاء المكتملة (12 مرشحاً).
وقد لوحظ إقبال كثيف على الاقتراع، ولا سيما من مسيحيي البلدة «بعدما استبعدنا كلياً من لائحة حركة أمل وحزب الله، اللذين حصرا تمثيلنا باثنين فقط جرى فرضهما من دون العودة إلينا»، يقول الياس خواجة الناشط في الماكينة الانتخابية للائحة الوفاء لجرجوع الحبيبة التي تضم 4 مرشحين من مسيحيي البلدة، والتي تلقى ترحيباً من الطائفة التي سترجح مشاركتهم الكثيفة كفّة المعركة.
وفي بلدة رومين، خاض ثلاثة منفردين معركة الانتخابات البلدية التي اتسمت بالهدوء، بوجه لائحة «التنمية والوفاء» المكتملة، أما السبب فيعزوه أحد المرشحين المنفردين، أديب غملوش إلى أنه «لم يؤخذ بعين الاعتبار تمثيل العائلات». ولم يختلف المشهد كثيراً في حومين التحتا، إذ خرق خمسة منفردين جو التزكية السائد وهم يأملون «خرق لائحة التوافق، لأن أخصام الأمس يستحيل أن يضحوا حلفاء اليوم»، يقول محمد بلوط المرشح المستقل، معوّلاً على التشطيب.