strong>جاءت نتائج الانتخابات البلدية في صيدا وجزين مماثلة للانتخابات النيابية، فأكمل الفريق الحريري محاولته السيطرة الكاملة على صيدا، فيما وجّه العونيّون ضربة ثانية إلى النائب السابق سمير عازار وتحالفه. أمّا في سائر بلدات الجنوب، فقد واجه التوافق بين حزب الله وحركة أمل تحدّيات لم يخرج منها سالماً دائماً
«عندما فشل التوافق قالوا لنا من الأجدى لكم الانسحاب... لكنّ التنظيم الشعبي الناصري ليس هو مَن ينسحب من أرض المعركة... لقد أثبتّم أنكم من الأحرار والشرفاء، وأنكم تستطيعون فرض إرادتكم الحرة، وأن لا أحد يمكنه أن يأخذ هذه المدينة لقمة سائغة»... هكذا اختار رئيس التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد أن يزفّ خبر خسارة لائحته لمناصريه. فالمعركة في صيدا كانت محسومة النتائج، لكنّ سعد عدّها معركة إثبات وجود في وجه من يحاول إلغاء حضوره في المدينة.
في المقابل، اختارت النائبة بهية الحريري لهجة هادئة لإعلان الانتصار، فرأت أنّ «صيدا كلها نجحت ولم ينكسر أحد». أمّا المرشّح الفائز برئاسة بلديّة صيدا، محمّد السعودي، فاغتنمها مناسبةً لشكر المملكة العربية السعودية، التي «فتحت أبوابها وشركاتها لأجلكم، وفتحت سوق العمل لأبناء صيدا واللبنانيين جميعاً».
وكان اليوم الانتخابي في صيدا قد تميّز بانتشار كثيف للقوى الأمنية، وقد بلغت حصيلة موقوفي صيدا أكثر من 50 موقوفاً.

جزّين

وإلى جانب صيدا، كانت جزين على موعد مع الاستحقاق الثاني من حيث الأهمية، إذ خيضت معركة قاسية بين
اللائحة المدعومة من التيار الوطني الحر، واللائحة المدعومة من النائب السابق سمير عازار والقوات اللبنانية والكتائب. وإذ أراد عازار من المعركة البلدية الثأر للخسارة التي تعرّض لها في الانتخابات النيابية، فإنّ النتائج جاءت مخيّبة له مرّة أخرى. فقد أظهرت النتائج الأولية فوز اللائحة العونية بثمانية عشر مقعداً مقابل لا شيء، وبستة مخاتير من أصل سبعة. كما فاز «الوطني الحر»، بحسب ماكينته، في كبرى البلديات الجزينية التي يتألف منها اتحاد بلديات جزين، مثل الحمصية ومشموشي والعيشية وروم ووادي جزين وحيطورة وقيتولي وبكاسين.
بدورها، أعلنت القوات اللبنانية فوز «اللائحة المدعومة من العائلات» في بلدة صيدون ـــــ جزّين. وتقدمت القوات اللبنانية على التيار الوطني الحر بخمسة مقاعد مقابل أربعة في بتدّين اللقش ـــــ جزين، وبستة مقابل ثلاثة في صفاريه ـــــ جزين، إضافةً إلى فوز اللائحة المدعومة من القوات في كفرفالوس والجرمق وزحلتى وريمات.

توافق غير مكتمل

ويمكن القول إنّ صيدا وجزين مثّلتا معركتين استثنائيّتين لقاعدة التوافق الذي ساد معظم المناطق الجنوبية الأخرى حيث كانت النتائج شبه محسومة سلفاً. لكنّ ذلك لم يلغِ معارك مميزة خيضت للتأكيد على حرية الناس في الاختيار، وإظهار تبرّمها من تقرير أمورها بقرار من الأعلى.

فازت اللائحة العونية بالمجلس البلدي في جزين كاملاً، وبستة مخاتير من أصل سبعة
وفي كل المناطق، اتخذ الصراع الانتخابي طابعاً أهلياً. فكانت اللوائح الأهلية القليلة الدعم والموازنات، والمدعومة أو المتحالفة مع بعض الأحزاب، تواجه القوى الرئيسية المتفقة على التوافق. هذا التوافق الذي أُطلق على قاعدة التخفيف من الاحتقان الأهلي بين الطوائف، واختصار الطريق على أسباب الفتن، تحوّل أمس إلى مشكلة داخل القرى والبلدات، حيث تنافس الأهالي إلى حدّ الاشتباك، كما حصل في حومين الفوقا.
وإذا كانت القوى الحزبية التي قررت التوافق لا تُهزم بسهولة في مناطقها، فإنها باستثناء القرى التي فازت لوائحها فيها بالتزكية، قبل فتح صناديق الاقتراع، اضطرت إلى خوض انتخابات حقيقية ضد أحزاب صغيرة، أو عائلات، أو أناس قرّروا ببساطة أنّ من اختارهم التوافق لا يخدمون مصالحهم المباشرة.
وفي قرى تعدّ من قلاع المقاومة، كعيترون وحولا وصريفا وغيرها، قرّر الشيوعيون خوض المعركة أيضاً باللون الأحمر، وإثبات أنهم، وإن كانوا حريصين على المقاومة ومشاركين فيها بدايةً، فإنهم لا يسلّمون بهامشيتهم في الخيار البلدي، ويحافظون على عصب في الانتماء لا تبدو قيادتهم نفسها في بيروت تمتلك بعضاً منه.
أما في بنت جبيل، كما في باقي القرى الجنوبية، فكانت المعركة لإثبات الوجود وإبداء الاعتراض، ولم يتوقع أحد هناك أن يُهزَم التحالف.
وبحسب النتائج الأولية، أمكن إحصاء الآتي:

صور

كان تحالف حزب الله وحركة أمل قد حسم 23 بلدية في قضاء صور بالتزكية، وبقيت 37 بلدة. وقد بيّنت النتائج الأولية، بحسب الماكينة الانتخابية لحزب الله، أنّ لوائح التحالف اختُرقت في حلوسيّة بمقعد، وفي المنصوري بثلاثة مقاعد، وعيتيت بمقعدين، صريفا بمقعدين، معروب بمقعد واحد، زبقين بمقعد واحد، وشيحين بمقعد واحد. وفي الرمادية تعادل التحالف مع لائحة العائلات بستة مقاعد لكليهما. أمّا الأبرز، فكان خسارة لائحة حركة أمل في طورا بعد انسحاب حزب الله من التحالف، ففاز 12 عضواً من أنصار الحركة المعترضين على قرار قيادتهم، إضافةً إلى مرشّحي حزب الله الثلاثة الذين تخلّوا عن تحالفهم مع قيادة أمل. كما خسر التحالف في وجه العائلات في شمع، 4 مقابل 5، وفي رامية 5 ـــــ 12.
أما لوائح التحالف، ففازت كاملة في: الحنية، الشهابية، القليلة، باتوليه، مزرعة مشرف، جناتا، دير عامر، دير قانون رأس العين، رشكنانيه، طير دبا (تضم أيضاً الحزب الشيوعي)، مجدل زون، محرونة، يانوح، الناقورة.

مرجعيون

وفي مرجعيون، خيضت معركة على المستوى السياسي بين التوافق والحزب الشيوعي، بينما عمل تدخل ميشال عون في اللحظة الأخيرة إلى تحويل الانتخابات في باقي منطقة مرجعيون من معركة عائلية إلى معركة سياسية.
وقد فاز التحالف في بليدا، بني حيّان، تولين، رب تلاتين وعدشيت، إضافةً إلى تسع بلديات بالتزكية هي: الخيام، طلوسة، دبّين، كفركلا، عديسة، قبريخا، مركبا، ميس الجبل والوزّاني. وسجلت النتائج الأولية 3 خروقات في لائحة التحالف في الطيبة، خمسة في بلاط من أصل 12، خرق وحيد في حولا. أما في القرى المسيحية، ففاز تحالف التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية والكتائب في مواجهة الحزب الشيوعي بكامل أعضاء بلدية دير ميماس، كما فازت اللائحتان المدعومتان من تحالف 14 آذار على لائحتي التيار في القليعة وبرج الملوك.
وفي أبرز معارك قضاء شبعا، خُرقت لائحة تيار المستقبل والجماعة الإسلامية في بلدة الهبارية بخمسة مقاعد للائحة العائلات والحزب الشيوعي.
كذلك أشارت ماكينة الشيوعي إلى فوز اللائحة المدعومة من الحزب في راشيا 10ـــــ2، إضافةً إلى خرق الشيوعيين وحلفائهم من العائلات للائحة تحالف حزب الله وأمل بمقعدين.
(الأخبار)