يبدو أن نائبة صيدا بهية الحريري تغض الطرف عن التهديدات الأمنية التي كانت تمنعها سابقاً من التجوال في مسقط رأسها والمشاركة في أنشطتها. سيدة مجدليون لم تهدأ منذ إطلاق الماكينة الانتخابية لتيار المستقبل وحلفائه في المدينة بدعم ترشيح رئيس البلدية الحالي محمد السعودي ولائحته لولاية ثانية في الانتخابات البلدية. لدواعي الصورة والحشد، تأبطت زميلها الرئيس فؤاد السنيورة وتشاركت معه لقاءً انتخابياً لعائلات الشريف وحجازي والحريري في منزلها، ورعت نشاطاً بيئياً في ثانوية الحريري، وزارت مشغل ومعهد الأم في البرامية. نجلها عضو بلدية صيدا المستبعد عن الترشح واظب، للويك أند الثالث على التوالي، على التنزّه في صيدا القديمة. ويبدو "المستقبل" وشريكته الجماعة الإسلامية ضامنين فوز لائحة السعودي لما للأخير من شعبية بين مناصري مختلف الأفرقاء. فتجربته في السنوات الست الماضية تشبه تجربة "المستقبل" في عزّه: مشاريع (وإن اختلف التقييم حولها) وخدمات وتوظيفات ومساعدات طبية ومالية ورواتب شهرية لـ"المعوزين". يظن "المستقبل" أن السعودي يستقطب قاعدته بالنيابة عنه بعد تفاقم أزمته المالية وتسلل بعض مناصريه نحو التيارات المتشددة. لكن هل ذلك يكفي؟ وهل تستطيع مميزات السعودي إخفاء تراجع شعبية المستقبل، فيما "النكسات" تتوالى وآخرها قيام شركة "سعودي أوجيه" بتنفيذ تحذيرها وصرف آلاف الموظفين من بينهم عشرات الصيداويين؟ بين هؤلاء من بدأت عائلاتهم تصل إلى صيدا في اليومين الماضيين، ومن المتوقع أن يصل الباقون تباعاً.
إحراج "أوجيه" لا يقل عن إحراج تكتل عدد من مناصري أحمد الأسير وكوادر إسلامية في المدينة، لتشكيل لائحة مستقلة يقودها القيادي السابق في الجماعة الإسلامية علي الشيخ عمار، بمشاركة أعتى المهاجمين لأداء المستقبل. تحت شعار "أهل السنّة ضرورة التغيير" بدأ مناصرو اللائحة بالترويج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. الشيخ عمار يعقد غداً مؤتمراً صحافياً لإطلاق الحملة الانتخابية الخاصة باللائحة تحت شعار "الله غايتنا".
لكن ماذا يفعل التنظيم الشعبي الناصري وحلفاؤه للاستفادة من منازلة حلفاء الأمس؟ حتى الآن، لم يظهر الكثير. ومن المنتظر أن يعقد اللقاء اجتماعه الأسبوعي الثالث الخاص بالانتخابات مساء اليوم، ويرجّح الإعلان عن اللائحة المدعومة منه.