عكست مقابلة رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية مع الزميل مارسيل غانم، أول من أمس، ارتياحاً لافتاً في مدينة طرابلس، إلى درجة أن البعض رأى أن «شخصاً جديداً غير الذي نعرفه كان يتحدث إلينا».
وتعود هذه النظرة المتفائلة في طرابلس إلى «إمكانية وصول فرنجية إلى قصر بعبدا، عكس أي مرشح آخر»، على ما تقول مصادر في تيار المستقبل، وإلى «انفتاح البيك الزغرتاوي على الآخرين». ولا ينسى الطرابلسيون، بحسب مصادر سياسية أخرى، «التجربة الطويلة من التعاطي مع فرنجية، وفتحه أبواب بنشعي أمام كل طالب خدمة، خصوصاً أيام تسلمه وزارة الصحة»، وهو أمر لا ينكره عليه حتى أشد خصومه السياسيين في المدينة، الذين لا ينسون عشرات آلاف الأصوات الطرابلسية التي حصدها فرنجية في الانتخابات النيابية عام 2005.
وعلى هذا الأساس، ينظر كثيرون في طرابلس إلى أن انتخاب فرنجية، فيما لو حصل، «فرصة جيدة يفترض اغتنامها للاهتمام أكثر بالمدينة»، استناداً إلى تجاربه السابقة وإلى مبدأ «الجيرة» التاريخي الذي حكم العلاقة الثنائية بين طرابلس وزغرتا، و«الذي ترك أثره الإيجابي عليهما وعلى الشمال في وقت الشدّة، وأنه سيكون أكثر إيجاباً في وقت الرخاء».
كرامي: فرنجية صديق وحليف ووصوله إلى الرئاسة مكسب وضمانة

تيار المستقبل المعني الأول بكلام فرنجية، يرى منسقه في طرابلس مصطفى علوش أن «مواقف فرنجية في مقابلته لم تقترب من طموحاتنا، تحديداً في ما يتعلق بمواقفه من (الرئيس السوري) بشار الأسد وحزب الله»، لكنه رغم ذلك يتعاطى مع الموضوع بواقعية عندما يبدي اعتقاده أن «الأمور العالقة في لبنان لا يمكن حلها إلا بالتسويات».
ويرى علوش أن «أبرز ما في المقابلة أن فرنجية أعلن فيها ترشحه فعلياً لرئاسة الجمهورية، وإن كنا نعتقد أن انتخابات الرئاسة في لبنان ليست قريبة»، متوقفاً عند دعم الرئيس سعد الحريري لانتخاب فرنجية بالقول إن «الأمر لم يصل بعد إلى حدّ المبادرة، لأن الرئيس الحريري لم يعلن عنها رسمياً بعد، كما أن بنودها غير معروفة حتى الآن».
لكن ما لم يقله علوش، قالته شخصيات مقرّبة من الحريري وتصنّف نفسها في خانة «الحريريين» وليس التيار الأزرق، عندما أشار بعضهم، ومن بينهم منسّقون سابقون وكوادر، إلى أن «هؤلاء الذين يسيرون خلف الحريري على العمياني، كما كانت الحال أيام والده، ويشكلون نحو ثلث الحالة الحريرية، ويلجأ الحريري إلى بعضهم وقت الشدة، يؤيدون بلا تحفظ انتخاب فرنجية رئيساً، لأنه في نظرهم الأفضل والأنسب من بين بقية المرشحين».
ويعتقد هؤلاء أن «معارضة البعض للسير بمبادرة الحريري ودعمها لن تعدو أن تكون من باب تسجيل المواقف أملاً بتحسين مواقعهم قبل الدخول في المرحلة المقبلة من أجل تأمين مصالحهم وعدم إلحاق أي ضرر بها».
في المقلب الآخر، يسود صفوف القوى المعارضة لتيار المستقبل، كالوزير السابق فيصل كرامي والنائبين السابقين جهاد الصمد ووجيه البعريني وقوى إسلامية، والتي يربطها تحالف سياسي وثيق مع فرنجية، ارتياح كبير. ويعلّق كرامي في اتصال مع «الأخبار» على كلام فرنجية، «أنه لن يقوم بأي خطوة إلا بالتنسيق مع الحلفاء»، بالقول إن «فرنجية صديق وحليف، ووصوله إلى منصب الرئاسة نعدّه مكسباً وضمانة لنا».