سمير القنطار شهيداً: الحساب المفتوح | لم يشذّ الإعلام الفلسطيني عن نظيره العربي في الانقسام حول قضية الأسير المحرر الشهيد سمير القنطار. تناسى معظم هذا الإعلام التاريخ النضالي الطويل للقنطار الـ «عضو في حزب الله»، إلا في ما ندر، كمجلّة «الحرية» الناطقة باسم الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين التي استعملت وصف «قائد في المقاومة». ووقع الإعلام الفلسطيني، مؤيداً كان أو معارضاً، في الفخ الطائفي، فكتب الجميع تقريباً عن «طائفة» الشهيد «الدرزي»!
وكانت لافتة الأهمية التي أفردها موقع «عرب 48» للخبر، مما يظهر عمق تأثير القنطار على الوسط الفلسطيني، إذ إن الموقع هو لسان حال فئاتٍ شعبية في الداخل الفلسطيني، أو ما يعرف بـ «عرب 48». وقد أفرد أكثر من ثلاث مقالات تتحدث عن الشهيد ومسيرته النضالية وردود الفعل العبرية. وكذلك فعلت وكالة «معاً» الإخبارية، فكتبت مقالاً مطولاً حول استشهاد القنطار وظروفه ومكانه، وصحيفة «دنيا الوطن»، التي استذكرت تاريخه النضالي وسنوات أسره. وأوردت «شبكة فلسطين الإخبارية» (المقرّبة من «فتح») الخبر مع استعمال توصيف الشهيد؛ ونعت صحيفة «الحياة الجديدة» الشهيد كما يستحق. وأفردت وكالة «فلسطين اليوم» الإخبارية المقرّبة من حركة الجهاد الإسلامي مقالاتٍ وتقارير عدة عن القنطار، وأوردت شهاداتٍ شخصية به من الأسير المحرر (وأحد عمداء الأسرى الفلسطينيين) الأسير جبر وشاح، ونقلت ما نشرته الصحف العبرية عن الاغتيال وملابساته. وعنونت صحيفة «المنار» نقلاً عن تلفزيون «الميادين»، بـ «استشهاد القيادي في المقاومة اللبنانية» (وهي من القلة القليلة التي استعملت هذا التعبير بديلاً عن «القيادي في حزب الله اللبناني»).
عنونت «شهاب»
خبرها بـ«مقتل» القنطار وقناة «الأقصى»
لم تعرف به!

على الجانب الآخر؛ بدت لافتة قراءة صفحة «شهاب» (المقرّبة من «حماس») لحدث إغتيال القنطار. لم يشفع تاريخ الأسير الذي قضى أكثر من 30 عاماً في الأسر لدى الوكالة، فعنونت خبرها بـ«مقتل» و«اغتيال» سمير القنطار، لتدعمه بسؤالٍ «استفزازي»: «شارك برأيك: كيف سيكون رد «حزب الله» على اغتيال سمير القنطار؟». الأمر عينه فعلته الصفحات/ المواقع الشبيهة بـ «شهاب» التي تتبع الجهة نفسها، وهي «وكالة الصحافة الفلسطينية - صفا» و«فلسطين أون لاين». نسخت هذه المنابر الخبر نفسه تقريباً، مع طرح السؤال «المشبوه» ذاته. وتعمّدت «صفا» تضمين الخبر الإشارة مراراً وتكراراً إلى تعبير «حزب الله اللبناني» مع التذكير «بأنّ للرجل سنواتٍ من النضال والأسر». أما اللافت في ختام المقال، فهو استعمال كلمة «استشهد» و«استشهاد» القنطار؛ وهو يخالف تماماً عناوين «الموقع/الصفحة» التي نفت صفة «الاستشهاد» عن الرجل، ولم تستعملها في السابق. أما قناة «الأقصى» الناطقة باسم «حماس»، فقد غاب الخبر نهائياً عن موقعها بعد الاستشهاد بساعاتٍ!
من جهته، نشر موقع «القدس» الخبر على نحو «حيادي»، فأشار إلى اغتيال «القائد» سمير القنطار وفق ما قاله «حزب الله وموالون للحكومة السورية». ورغم إيراده بيان «حزب الله»، ونعي الزميل بسام القنطار لشقيقه على صفحاته مواقع التواصل الإجتماعي، إلا أن الخبر بقي «ناشفاً» ضمن منطق «الحياد» غير المفهوم. هذا الأمر اتبعه أيضاً «المركز الفلسطيني للإعلام» الذي نشر الخبر، كما لو أنه ليس هناك أي علاقة له به سوى إضافة «تعبير غارة صهيونية»؛ مع الإشارة إلى أنَّ «سمير القنطار أسير محرر من السجون الإسرائيلية، وأفرج عنه في تموز (يوليو) 2008 ضمن صفقة تبادل بين حزب الله وإسرائيل».
بدوره راوح موقع «الصنارة» بين الخبرين، فعنون على صفحته الرئيسية «حزب الله يؤكد مقتل سمير القنطار ويتهم اسرائيل». وفي صفحته الداخلية كتب: «أكد حزب الله استشهاد القيادي» وبدا أنّ «خلل» التحرير وعدم معرفة التعامل مع الحدث بحد ذاته من سمات الموقع.