انطوان سعدإلى أن يترشح عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس إده في دائرة كسروان ـــــ الفتوح، قبل أيام معدودة، كانت هذه الدائرة تتميز بكونها الوحيدة في لبنان حيث يمكن توقع كل احتمالات التحالف فيها. فكل المرشحين المحتملين في اللائحة أو اللوائح المنافسة للائحة تكتل التغيير والإصلاح، أعربوا في شكل أو في آخر عن استعدادهم للدخول فيها، إما مع إبداء الاستعداد للانخراط في التكتل، وإما مع التمسك بالاستقلالية والتعهد بالبقاء خارج تحالف قوى الرابع عشر من آذار ومع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. وهذا ما جعل، إضافة إلى بعض الحسابات الداخلية، العماد ميشال عون يأخذ كل وقته لإعلان التشكيلة النهائية للائحته في هذه الدائرة، بغية إبقاء الصفوف المنافسة مضعضعة وغير مستعدة للمبادرة إلى إعلان لائحة مقابلة خشية خسارة فرصة الانضمام إلى لائحة الجنرال.
وقد يكون هذا الواقع هو أيضاً ما دفع بعض أركان قوى الرابع عشر من آذار إلى التفكير في هذا الخيار لوضع حد للتضعضع الحاصل في صفوف خصوم العماد عون، وفقدان الطابع السياسي للمعركة الانتخابية في ظل إصرار محور النائبين السابقين منصور البون ـــــ فريد هيكل الخازن على عدم إعطاء اللائحة التي يعملان على تأليفها أية صفة حزبية أو عنوان سياسي معاد للجنرال. غير أن البون أشار إلى «الأخبار» أن كل تحالف محتمل خاضع لميزان الربح والخسارة ونتائج الاستطلاعات وأن نواة اللائحة التي تألفت لن تتسرع بعملية اختيار الحلفاء، وهي تنتظر قرار الوزير السابق فارس بويز، علماً بأن الوقت الفاصل عن الانتخابات لم يعد طويلاً. وتشير مصادر مطلعة إلى أن ثلاثة لقاءات عُقدت حتى الآن بين بويز وفريد هيكل الخازن، وإلى أن الاتصالات غير المباشرة بين الأول ومنصور البون قائمة، لكن بعيداً عن الأضواء. وبحسب أوساط حزبية قريبة من تحالف الأكثرية النيابية، فإن الهدف من ترشيح كارلوس إده هو شد عصب الشارع المناوئ لسياسة عون في منطقة كسروان ـــــ الفتوح، وعدم تركه لقمة سائغة تتنازعها اللوائح ذات الطابع التقليدي المتعددة، ما يجعل الناخب الكسرواني ينتخب وفق معطيات عائلية وخدماتية بغياب العنوان السياسي، فيما الشارع المؤيد للجنرال معبأ سياسياً ومتوحد حول لائحة التغيير والإصلاح. وتضيف هذه الأوساط أن ثمة توجهاً راهناً لتأليف لائحة بعنوان سياسي أكثري تضم إلى عميد حزب الكتلة الوطنية المرشحين القريبين من حزبي الكتائب والقوات اللبنانية، لكن غير مكتملة، بغية عدم التسبب بخسارة المرشحين من لائحة العائلات الكسروانية الذين يتمتعون بفرص حقيقية لاختراق لائحة الجنرال.
غير أن بعض المرشحين المستقلين انزعجوا من ترشيح إده، ورأوه «ليس دليل خير» أو «مناورة» من حلفاء النائب السابق فارس سعيد «لإراحته» في معركته في دائرة جبيل من مرشح يقاسمه أصوات مناصري قوى 14 آذار، متهمين إياه بالسعي «إلى القضاء على حضور الكتلة الوطنية في بلاد جبيل، حيث لا يزال يتمتع بحضور شعبي لا بأس به بخلاف منطقة كسروان التي لم يعد لهذا الحزب فيها حضور يُذكر».
ويؤكد أحد المرشحين أن بعض محيط رئيس الجمهورية ميشال سليمان ممن يخوضون مواجهة صامتة، لكن غير مرنة، مع رئيس تكتل التغيير والإصلاح لم يقفوا عند حد إحجام رجل الأعمال نعمة جورج افرام عن الترشح. ويعمل هذا المحيط على تسهيل الأمور قدر الإمكان للنائب السابق منصور البون، وعلى تشجيع المرشحين المتمتعين بقدرات انتخابية جدية على التحالف معه. ويتوقع هذا المرشح ألا «يُدير آل افرام ماكينتهم الانتخابية بكامل قواتها وأن أصواتهم سوف تتوزع على اللوائح المتنافسة، مع شيء من الأفضلية للائحة التغيير والإصلاح، سوف يستفيد النائب السابق منصور البون ومرشح حزب الكتائب سجعان القزي أيضاً من أصواتهم».
لقد وضع العماد عون سقفاً عالياً باعتبار دائرة كسروان ـــــ الفتوح «عرين الموارنة» مقياساً لقدرته الشعبية، لهذا ترى أوساط مراقبة أن كل اختراق للائحته أو انخفاض كبير في نسب التصويت لمصلحة لائحته سوف يُمثّل جرحاً بليغاً لن يندمل بسهولة.