فور الاعلان عن عملية المقاومة في مزارع شبعا، انتشر كثيرون من أبناء مرجعيون وقراها على الطرقات، و"نزح" بعضهم، ولكن هذه المرة في الاتجاه المعاكس، نحو الطرقات الحدودية لالتقاط صور الدخان المتصاعد، قبل أن يبدأ البعض باتخاذ الاحتياطات الخاصة بالحرب، ليس بالنزول الى الملاجئ، غير الموجودة أصلاً، بل بالتوجه الى المحال التجارية ومحطات الوقود تحسباً لأي تطورات، فيما أقفلت المدارس أبوابها بسرعة قبل الظهر.
طائرات الاستطلاع، بأصواتها المزعجة، حلّقت بكثافة في سماء المنطقة الحدودية. لكن المنطقة لم تشهد أي حركة نزوح، كما كان يحصل سابقاً. الجميع قرّر البقاء، "إيماناً منّا بأن المقاومة جعلت منطقتها أكثر الأماكن أمناً في لبنان"، على ما قال أكثر من شخص تحدثت إليهم "الأخبار".
قريباً من مدينة الخيام، وعلى مشارف مستعمرة "المطلّة" الاسرائيلية، حمل عدد من شبّان المنطقة أجهزة الراديو الصغيرة وعدة "الأركيلة" وجلسوا في أحد الحقول المطلّة عن بعد على مكان العملية وسقوط القذائف الاسرائيلية. قال أحدهم: "هذا المشهد ننتظره منذ سنوات، وتمنينا حصوله بقوة بعد الاعتداء على المقاومين في القنيطرة، لكننا لم نكن نتوقعه قريباً من منطقتنا، لذلك نحن هنا للاحتفال بهذا الانتقام المدوّي، ولإثبات أننا لم نعد نخاف على الاطلاق من العدو الاسرائيلي. لن يترك أحد المنطقة كما حصل في الحروب الأخرى، ونتوقع من العدو أن يعلن بصراحة عدم قدرته على خوض الحرب مع المقاومة، لأنه يفترض أنه تعلم ممّا حصل في حرب تموز وما يحصل في سوريا".