مصطفى عاصيتلقّى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الشيخ عبد الأمير قبلان طوال نهار أمس (الأول) اتصالات تشيد بزيارته إلى الشمال. ونقل إليه الشيخ مالك الشعار ارتياحاً عمومياً، كذلك هنّأه رئيس مجلس النواب ناقلاً إليه الأصداء الإيجابية التي وصلته سنياً وشيعياً. واللافت تجنب دار الفتوى التعليق على الزيارة، وكذلك اعتذار الشيخ محمد رشيد قباني عندما اقترح عليه قبلان قبل أيام مرافقته في موكب واحد، ولم يبرر اعتذاره بما يزيل التباسات الرفض، متذرعاً بارتباطات سابقة».
ورفض قبلان في حوار سريع مع «الأخبار» الحديث عن توظيف الزيارة لمصلحة المفتي الشعار على حساب قباني في لعبة البحث عن المفتي المقبل للجمهورية، مكتفياً بالقول: «نحن لا نتدخل في الشأن السني، فعنوان زيارتنا وطني جامع، وهدفنا مد الجسور وإزالة الاحتقان المذهبي».
وإذ يبدي ارتياحه للنتائج، يحرص على متابعة المواقف من الزيارة. ويوضح أنه كان مهتماً بلقاء المرجعيات السياسية في طرابلس، كالرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي والنائب سمير الجسر، لكنهم جمعيهم في الخارج باستثناء الرئيس كرامي. وكانت الجلسة في دارة الأخير وجدانية، استرجع خلالها قبلان المواقف الوطنية للرئيس الراحل رشيد كرامي، وبحث مع كرامي في مسعى مصالحة مع مفتي الجمهورية.
وعن هذه النقطة التي تعتبر من أبرز النتائج السياسية للزيارة، يوضح مصدر شمالي حضر اللقاء أن كرامي رد بالتذكير أن شقيقه كان رئيس وزراء لبنان وينتمي إلى طائفة المفتي الذي استقبل قاتله سمير جعجع، لكنه استدرك قائلاً: «خير انشاء الله مثلما تأمر نحن بخدمتك».
ويلفت مصدر في المجلس الشيعي إلى أن صلاة قبلان بإمامة الشعار شكلت محطة بارزة، إذ إن صلاة رئيس طائفة خلف مفتي منطقة سابقة لا يدرك معناها إلا العارفون بأصول العلاقات بين الطوائف. وفي ما يتعلق بالصلاة أصر الشعار على أن يؤم الشيخ قبلان الصلاة انطلاقاً من مبدأ المعاملة بالمثل (كان المفتي قباني قد ترأس الصلاة في مبنى المجلس الشيعي يوم أقام الشيخ قبلان إفطاراً في رمضان الماضي) لكن قبلان رفض وقال «أنت إمام المسجد ونحن سنصلّي وراءك».
نجاح الزيارة الطرابلسية مثّل حافزاً إضافياً لقبلان لمواصلة مساعيه، فهو يعتزم قريباً زيارة مفتي البقاع الشيخ خليل الميس، كذلك مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان. ويرجّح مصدر في المجلس الشيعي أن يعقد خلال زيارة الأخير اجتماعاً لـ«هيئة نصرة الجنوب» التي أسسها السيد موسى الصدر وتضم رؤساء الطوائف الإسلامية والمسيحية في الجنوب.