رغم إقفال باب الترشيحات في البقاع، منتصف ليل أمس، لم تتبلور تماماً صورة التحالفات في بعض قرى شرق زحلة، حيث أخلت الأحزاب الساحة في بعضها للتنافس العائلي، فيما تعمل في بلدات أخرى لدعم لوائح تحت ستار العائلات. في بلدة كفرزبد (15 عضواً بلدياً و3 مخاتير) تتواجه 4 لوائح غير مكتملة، تضم مرشحين من مختلف الطوائف (طوائف مسيحية وغالبية سنية)، وتسعى كل منها لإستقطاب مرشحين من عائلات لم تحسم خيارها، بما فيهم عائلتا سلوم ويونس، وعشيرتا عرب الحروك والموالي اللتان تشترطان للتحالف مع أي من اللوائح حصولهما على منصب رئيس بالمناصفة.اللوائح الأربع يرأسها كل من رئيس اتحاد بلديات شرق زحلة عمر الخطيب، والمدير السابق للأوقاف الإسلامية في البقاع وجبل لبنان حسن شكر، ورئيس البلدية السابق قاسم شكر، فيما يعمل يوسف يونس على تشكيل لائحة رابعة. أما معركة المقاعد الإختيارية في كفرزبد فلا تقل أهمية، إذ يتنافس سبعة مرشحين على ثلاثة مقاعد اختيارية يقضي العرف بين العائلات بأن يكونوا من حصة الطوائف المسيحية، على أن يترك التنافس على منصب رئيس البلدية لأبناء الطائفة السنيّة. ويبلغ عدد الناخبين في كفرزبد حوالي 2500، ويتوقع أن ترتفع نسبة المقترعين في الإنتخابات الى حوالي 90% نظراً لحماوة المعركة.
«موقعة حامية»
في علي النهري بين لائحة حزب الله ولائحة عائلات وأحزاب

ولا يختلف المشهد كثيرا في عين كفرزبد التي اتفق أبناؤها (من الطائفتين الشيعية والمسيحية)، على تبادل منصب الرئيس كل 6 سنوات، وكذلك الأمر بالنسبة لمقعدي المختار اللذين يتنافس عليهما أربعة مرشحين. وتنحصر المواجهة حالياً، بعد فشل حزب الله والحزب القومي السوري في الوصول الى رئيس لائحة توافقي لتجنيب البلدة معركة قاسية بين لائحتين واحدة برئاسة روبير سركيس (قومي، رئيس بلدية سابق)، وأخرى يترأسها مناصفة بسام سركيس ودوري مينا (مستقلان).
الحماسة تنسحب أيضاً على بلدة قوسايا، حيث الحضور التاريخي للحزبين القومي والشيوعي، اضافة الى التيار الوطني الحر والقوات اللبنانيّة. وقد تركت هذه الأحزاب حرية الإختيار لأعضائها ومناصريها الذين إنخرطوا في معركة حامية بين الرئيس الحالي خليل كعدي وميلاد كعدي معاً (مناصفة) من جهة، وقريبهما طوني كعدي (رئيس بلدية سابق) على رأس لائحة مقابلة، فيما التنافس على أشده على مقعد المختار بين طانيوس عبدو وقريبه جهاد عبدو.
وعلى عكس جيرانها، تتوجه بلدة دير الغزال الى تجنب معركة إنتخابية إن بالنسبة للمجلس البلدي او مقعد المختار. ففي حال عدم ترشّح أكثر من 9 مرشحين وهو عدد مقاعد المجلس البلدي، ستفوز بالتزكية لائحة الرئيس الحالي رفيق الدبس والمختار الحالي منير سكاف. وفي بلدة رعيت التي يطلق عليها «موسكو لبنان» نظرا للحضور القوي للحزب الشيوعي فيها، تُبذل مساع للحفاظ على المداورة بين عائلاتها في تولي منصب رئيس البلدية (9 أعضاء) ومقعد المختار. وقال رئيس البلدية الحالي الدكتور جوزف فريجي ان الأجواء في رعيت تتوجه نحو التوافق بين العائلات بالتعاون مع أحزاب الشيوعي والتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، وقد جرى الإتفاق على تسمية كرم فريجي رئيساً للائحة ونديم فريجي نائباً للرئيس ورزق الله قازان لمقعد المختار. ولا تزال الجهود تُبذل لإقناع بعض المعترضين من آل عبدو لقبول التسوية.
حمى التنافس تطاول بلدة حارة الفيكاني (9 أعضاء من الطائفة الشيعية). فبعد فشل حزب الله وحركة أمل في التوصل الى توافق، تتوجه الأمور الى التنافس بين لائحتين يرأس احداهما الرئيس الحالي علي السرغاني ويرأس الثانية سمير دلول، فيما ينحصر السباق على مقعد المختار بين حسن دلول ومحمد دلول.
حياد الأحزاب لا ينطبق على علي النهري التي تنتظر معركة حامية بين لائحتين، يدعم حزب الله إحداهما ويرأسها الرئيس الحالي أحمد المذبوح، في وجه لائحة من العائلات والأحزاب ومستقلين.
وفي رياق ــ حوش حالا (65% مسيحيون و30% شيعة و5% سنّة)، لم تتبلور الأمور بعد، إذ يختلط حابل العائلات بنابل الأحزاب (تيار وطني حرّ وقوات وكتائب وحزب الله وأمل). وبما أن العرف في البلدة يقضي بأن يكون منصب الرئيس من إحدى الطوائف المسيحية، يُترك لأبناء هذه الطوائف الإتفاق على مرشحين لمنصب الرئيس أوالتنافس في ما بينهم للفوز به. وتتوجه الأمور الى لائحتين يرأس إحداهما رئيس البلدية الحالي جان معكرون مقابل لائحة برئاسة ابراهيم فليحان. الا أن المستجد على هذا الصعيد، هو مطالبة حزب الله بسبعة مرشحين من أصل 15 بالإضافة الى منصب نائب الرئيس. ولم يلق الطلب بعد تجاوباً من قبل اللائحتين اللتين تتخوفان من أن ينعكس ذلك على الناخب المسيحي. وعلمت «الأخبار» من مصادر متابعة أن حزب الله، في حال عدم قبول عرضه، يتوجه الى تأليف لائحة من 10 أعضاء من الطائفة الشيعية. وفي حال فوزها، يترك أمر إنتخاب رئيس من الطائفة المسيحية حفاظاً على العرف، وبطبيعة الحال يكون منصب نائب الرئيس من حصة الشيعة، علماً أن نسبة المقترعين المسيحيين لا تتجاوز 35% فيما قد تصل نسبة المقترعين الشيعة الى حوالي 85%. وتؤكد المصادر أن هناك تواصلاً بين حزب الله والتيار الوطني للوصول الى تسوية تجنّب البلدة معركة تتخذ طابعاً طائفياً.