بناءً على دعوة مستعجلة، زار رجل الأعمال محمد زيدان منزل النائبة بهية الحريري في مجدليون صباح أمس، بعد تلويحه بالترشح للانتخابات البلدية في صيدا، وتشكيله لائحة مستقلة تنافس لائحة رئيس البلدية الحالي محمد السعودي المدعوم من تيار المستقبل وحلفائه. علماً بأن الحريري زارت زيدان في منزله قبل أكثر من أسبوع، بناءً على طلب الرئيس سعد الحريري، للوقوف على الأسباب التي دفعته إلى الاعتراض على لائحة مجدليون. زيدان استعرض على مسامع الحريريين اعتراضه على عدم استشارته قبل إعلان ترشح السعودي لولاية ثانية وعدم شموله بالجولات الانتخابية التي أجراها الأخير على المرجعيات الصيداوية، فضلاً عن استيائه من إعادة ترشيح المجلس البلدي الحالي بمعظم أعضائه. كذلك أدلى بلائحة شكاوى من أداء البلدية تجاهه، ومنها عدم ذكر مشاريعه الاستثمارية التي نفذها في صيدا ضمن الكتاب الذي أصدرته البلدية عن إنجازاتها خلال ولايتها. في لقاء أمس، تبدلت الأدوار وتكلمت الحريري، معلقة على اعتراضات زيدان. وفق المصادر، لم يكن اللقاء ودياً. وقد قطعت سيدة مجدليون الطريق على ضغوط زيدان بتعديل الأعضاء الحاليين وإدخال أسماء محسوبة عليه، ولا سيما إدخال شخصية وازنة تحل مكان السعودي إذا ما قرر الاستقالة أو الاعتكاف. قالت الحريري إن السعودي "يرغب في إبقاء المجلس على ما هو عليه، ولا يريد استبعاد أعضائه باستثناء من يرغب منهم في ذلك"، جازمة بأنها "لا تستطيع أن تفرض على الريس شيئاً".بعد لقائها مع زيدان، توجهت الحريري إلى منزل الرئيس الحريري في وادي أبو جميل، للانضمام إلى لقاء ثلاثي مع الرئيس فؤاد السنيورة. مشروع ترشح زيدان كان عنوان اللقاء. تحدثت المصادر عن جو "مكهرب" ساد، ولا سيما من قبل العمّة التي تصالحت أخيراً مع زميلها، لزوم إنجاح معركة بلدية صيدا والصورة الجامعة. وهي اتهمته صراحة بالوقوف وراء خطوة زيدان بهدف السيطرة على البلدية. فالحريري واحدة من الذين لا يصدقون أن السنيورة لم يكن على علم مسبق بنية صديقه وشريكه، وإن أعلنها الأخير خلال وجود السنيورة خارج البلاد. بحسب المصادر، استغربت شقيقة الشهيد رفيق الحريري "نكايات السنيورة ضد آل الحريري والتيار وتأليبه زيدان على لائحة مجدليون، فيما نجله وائل يعلن عبر صفحته على الفايسبوك دعمه للائحة "بيروت مدينتي" التي تنافس لائحة البيارتة؟". وكررت على مسامع السنيورة ما أبلغته لزيدان صباحاً: "لن نلبّي مطالب أحد وستبقى لائحة السعودي كما هي (تضم ممثلين عن المستقبل والجماعة الإسلامية وعبد الرحمن البزري)". علماً أن بعض القوى الشريكة في المجلس الحالي، حذت حذو زيدان ورفعت سقف مطالبها للحصول على حصة أكبر من الأعضاء أو منصب نائب الرئيس.
السنيورة من جهته كان صريحاً في اللقاء، فكرر مآخذ شريكه المعترض على إعادة ترشيح مجلس السعودي كما هو. وتحدث عن "بعض الأعضاء الذين لم يكونوا فاعلين ولا يستحقون أن يرشحوا مجدداً"، مذكراً بإصرار السعودي طوال الأشهر الماضية على الاستقالة من العمل البلدي. وتحسباً من أن ألّا يكمل ولايته الثانية، اقترح السنيورة إدخال شخصية قوية كعضو ينتخب رئيساً خلفاً للسعودي. علماً أنه لا يريد المسّ بمنصب نائب الرئيس الذي يشغله حالياً قريب زوجته رجل الأعمال إبراهيم البساط، كما لم يسمّ زيدان كالشخصية المنشودة. إلا أن أوساطاً قريبة من الأخير نقلت عنه اقتراحه اسم أحد أصدقائه.
وزارت الحريري السعودي في منزله بعد عودتها من بيروت.