فشل التيار الوطني الحر في خلق معركة سياسية نظيفة في شتورا، بعدما فشل في إقناع مرشحته، عضو القيادة كلوديت التنوري، بقبول التوافق، ليذهب التيار باتجاه معركة غير متكافئة، بوجه رئيس البلدية الحالي نقولا عاصي.ودخل التيار اللعبة الانتخابية في البلدة بـ«دعسة ناقصة»، تضرب العرف وتتهمه بالطائفية، من خلال سيره بلائحة غير مكتملة من 7 أعضاء مسيحيين من أصل تسعة، بعد انسحاب عضوين مسيحيين أيضاً، لعدم قبولهما المضيّ في انتخابات تحمل لوناً طائفياً، خلافاً للعرف القائم في البلدة منذ استحداث أول بلدية فيها عام 1967. ويقضي العرف بأن يكون الرئيس مسيحياً، ونائبه مسلم شيعي، مع عضو شيعيّ آخر. وما عجزت عنه لائحة التنوري، استكملته اللائحة المنافسة بكامل أعضائها التسعة برئاسة عاصي، ونائب الرئيس قاسم شمس.
مصادر «برتقالية» تؤكد أن النائب السابق سليم عون فشل في إقناع التنوري بقبول التوافق بصيغة إعطائها مقعد نائب رئيس وأربعة أعضاء، لتجنّب البلدة معركة، «ما دام التيار يحصل على حصته من دون خوضها» بهدف إنجاح اللائحة بالتزكية، كما في كل مرة منذ 1998، (بلدية شتورا الحالية فازت بالتزكية ثلاث دورات متتالية). ولم تنف المصادر أن إحدى نقاط الضعف لدى مرشحتهم التنوري أنها لم تستطع تشكيل لائحة كاملة «ما جعلها تلجأ إلى الصبغة الطائفية»، فيما أبدت شخصيات نافذة في شتورا استياءها من الأسماء المرشحة في لائحة تنوري. لكن أوساط الأخيرة تشير إلى أن خوضها المعركة بهدف ديموقراطي ليس لهدف طائفي كما يحاول البعض الإيحاء، مضيفة: «معركتنا إنمائية سياسية، والصوت الشيعي لن يكون بعيداً عنا، وإن لم يكن لدينا مرشح شيعي».
بدوره رئيس البلدية الحالي نقولا عاصي عبّر عن أسفه لأن «الآخرين أرادوا تسجيل معركة على حساب العيش المشترك الذي عمره من عمر هذه البلدة»، وردّ عاصي بأن رفع عدد الأعضاء الشيعة في لائحته من عضوين إلى ثلاثة أعضاء، ومن ضمنهم نائب رئيس.