"8 أيار كان محطة كبرى، وسنستمر في العمل معا من أجل مدينتنا ووطننا"، بهذه الجملة ختمت حملة "بيروت مدينتي" بيانها الصحافي أمس، تعليقا على نتائج الإنتخابات البلدية في العاصمة، داعيةً الى مهرجان سيُقام غدًا "احتفالا بالانجاز الانتخابي الكبير"."النبرة" القوية التي استخدمتها الحملة في بيانها تُرجمت عبر تحذيرها المجلس البلدي الجديد من "التمادي في ممارسات المُحاصصة وتشويه معالم المدينة وتهجير سكانها (...)". هذه النبرة مُستمدّة من نتائج الإقتراع التي أظهرت حصول الحملة على 40% من الأصوات.
"بناء على نتائج صناديق الإقتراع نعاهد أهل بيروت جميعا بأننا سنبقى العين الساهرة على حماية المصلحة العامة ومراقبة أداء المجلس البلدي وتقديم المشاريع الإنمائية بالتشاور مع أبناء الأحياء المعنية، ونُشكّل معهم قوة ضغط من أجل تنفيذها"، هكذا خاطبت اللائحة "أهالي بيروت جميعا"، في سياق "إحتفالي" بـالإنجاز الذي حققته. برأيها، "إن الأصوات التي حققتها كانت كفيلة بدخول عشرة أعضاء منها الى المجلس البلدي لو كان القانون الإنتخابي عادلا ونسبيا"، كذلك هي توقن أن "نسبة المُشاركين في الإنتخابات لو زادت قليلا كان بإمكاننا تحقيق نصر كامل". ولكن، ألم يكن رهان الحملة منذ إطلاقها على رفع نسبة المُشاركة بالانتخابات؟ ما يعني أن الحملة خسرت رهانها؟
تعتقد الحملة أنه كان بإمكانها تحقيق النصر لو زادت نسبة المشاركة في الانتخابات

بلى، يجيب منسّق الحملة جاد شعبان في اتصال مع "الأخبار"، إلا أنه يُشير الى أن "الحملة التي قادتها لائحة السلطة والتجييش ضد الحملة وتخوينها أسقطت رهان استقطاب الـ 80% من الناخبين". يرى شعبان أن "التحالف الذي جمع الخصوم السياسيين المتناحرين يوميا، أثبط عزيمة الناخبين وقطع الطريق أمامهم للتأمّل نحو التغيير عبر المُشاركة في الانتخابات البلدية"، مُشيرا الى أن "الكثير من الناخبين الذين رأوا هذا التحالف اعتقدوا بإستحالة زعزعته وخرقه".
وإذا كانت الحملة تنتهج خطاب "الإستمرارية" في العمل من أجل المدينة، يعني أنها أمام خطوة مُستقبلية تستكمل مسار برنامجها الإنتخابي وتستدعي "قولبتها" ضمن شكلٍ جديد. يعلّق شعبان هنا بالقول إن أعضاء الحملة سيعقدون حلقات نقاش داخلية الأسبوع المُقبل كي يجري التوصل الى الشكل الذي "ستتقولب" به الحملة، ويُضيف: "لن نترك برنامجنا الإنتخابي الذي عملنا عليه جانبا، ولن نخذل 30 ألف شخص صوّتوا لنا وآمنوا بنا"، يُضيف شعبان مُشيرا الى التوّجه نحو خيار "بلدية ظلّ".
لماذا حازت الحملة أصواتا في مناطق دون أخرى؟ وما سبب "تفوّقها" في منطقة الأشرفية والرميل والصيفي (الدائرة الأولى)؟ يجيب شعبان بأن الحملة لم تُجر تقييما جديا بعد لنتائج الإنتخابات وهي في صدد دراسة العملية الإنتخابية في نقاشاتها الداخلية المقبلة لكنه يُصرّ على ضرورة "إبعاد التحليل الطائفي للنتائج"، ذلك أن "الحملة التي اعتمدت خطابا علمانيا جامعا ومنزها عن اي اصطفاف سياسي يهمها ان توضح أنها لاقت دعما من مختلف المناطق اللبنانية". كلام شعبان يتوافق وما جاء في بيان الحملة إذ طلبت من أهل بيروت ألا "يُصدّقوا السلطة، فلائحتنا لم تحصد هذه الكمية من الأصوات من طائفة أو دائرة واحدة، كانت الأصوات موزعة على كل الدوائر والطوائف (...): في المزرعة والأشرفية والطريق الجديدة وراس بيروت ومينا الحصن وعين المريسة وزقاق البلاط والمصيطبة والباشورة والمدور والصيفي والرميل".
ودعت الحملة الى مهرجان يُقام، غدا، احتفالا بأمل التغيير على أن يجري تحديد مكانه لاحقا.