يسكن بلدة بيت شباب ــ الشاوية والقنيطرة رئيس بلدية يدعى الياس الأشقر منذ 18 عاما، تاريخ توسيع النائب ميشال المر شبكته البلدية في أول انتخابات بعد الحرب الأهلية. وكان من الطبيعي أن يتعلّم أصول المهنة في تعامله مع أبناء البلدة، وأول درس في كتاب الريّس، "الزبائنية". أما الدرس الثاني، فإفقاد "الرمانة" رونقها. والرمانة لقب أطلقه على بيت شباب الشاعر لامارتين نسبة الى قرميد منازلها الأحمر وشكل البلدة المستدير بحيث يمكن رؤية وسطها من كل الهضاب المحيطة بها. بناء عليه، آثر الريّس اعادتها "على العضم"، من دون بنى تحتية. درس الأشقر الثالث، تجريدها من ثرواتها عبر تجفيف ينابيع بيت الشباب المشهورة بفائض مياهها، واهمال مشغولات أولادها الحرفية من فخار وأجراس ونسيج الديما التي يتميزون بها عن باقي البلدات. الدرس الرابع، طمر المساحات الخضراء والحقول بالنفايات والردميات وخنق مشاع الوادي بنفايات البلدات المجاورة لتصبّ عصارتها أخيرا في مجاري نهر الكلب. يترشح الريّس اليوم مجددا الى رئاسة المجلس البلدي بدعم من المر والحزب القومي وجزء من الكتائب فيما القوات لم تعلن موقفها بعد. "إنجازات" الريّس دفعت مجموعة من الشباب المستقلين الى تأليف لائحة لمواجهته ترأسها محامية تدعى ميريام جبر، وهي عضو في البلدية الحالية تمكنت من خرق لائحة الأشقر في الانتخابات الأخيرة. وبرنامج اللائحة التي تحمل شعار "منستحق أكتر" يضمّ ثلاث نقاط رئيسية: أولاها، اعادة العمل الى المؤسسة البلدية وعدم اختصارها بشخص الرئيس الذي لم يغير أي عضو في مجلسه منذ عام 1998. ثانيتها، عصرنة البلدة وتأهيل طرقاتها وبنيتها التحتية وردّ الاعتبار الى حرفييها عبر دعم مشغولاتهم وتصريف انتاجهم. أما ثالثتها، فتأمين نقل عام داخل البلدة نظرا الى أن الباصات لا تلحظ بيت شباب ويضطر طلاب المدارس والمواطنون الى السير نحو نصف ساعة لبلوغ الاوتوستراد العام.يشير أحد أهالي بيت شباب الذي يسكنها منذ نحو سبعين عاما الى أنه سيقترع هذه المرة لمصلحة "بث الحياة مجددا في المجلس الهرم". ويروي في هذا السياق قصة حرق البلدة مرتين عامَي 1840 و1846، مرة من ابراهيم باشا والأخرى على يد داوود باشا. والخوف اليوم أن تكون "الثالثة ثابتة اذا ما تمكن الأشقر من التجديد لمجلسه لولاية رابعة".