لا تبنّيَ اسرائيلياً رسمياً، او غير رسمي، لعملية الاغتيال. هذه المرة، لم تكتف اسرائيل بالصمت، او بـ "الغموض البناء"، أو بالايحاءات غير المباشرة، بل سارعت الى النفي، وتأكيد عدم المسؤولية عن اغتيال القيادي في حزب الله مصطفى بدر الدين.لدى تل ابيب اكثر من سبب يدفعها لتنسب لنفسها بطولات، احوج ما تكون القيادة الاسرائيلية اليها حالياً، الا ان المؤكد، أكثر، انها تخشى مما يمكن ان يترتب على اي تبن، وإن تلميحا، لعملية الاغتيال. مع الاشارة الى ان خسارة حزب الله والمحور المقاوم لبدر الدين يصب من دون شك في مصلحة المخطط الاميركي الاسرائيلي والعربي لسوريا.
عمدت تل ابيب الى النفي، عبر مسؤوليها واعلامها ومعلقيها ومراسليها العسكريين، برغم تأكيدها ان اغتيال "هذا القيادي" في حزب الله، "بشرى سارة وايجابية". اذ ان بدر الدين، بحسب التعليق العبري "مسؤول عن تخطيط وتنفيذ عشرات العمليات ضد اسرائيل واهداف اسرائيلية". وبحسب القناة الثانية العبرية: «نعم، اسرائيل تشعر بالرضى جراء عملية اغتيال بدر الدين. الا ان ذلك لا يعني انها هي من نفذ عملية الاغتيال».
حزب الله سيتغلب على هذه الخسارة وسيتعافى من هذه الضربة

وضمن هذا التوجه، جاءت التعليقات والمواقف الاسرائيلية. صحيفة "يديعوت احرونوت" اشارت الى ان "سياسة الاغتيالات" التي تتبعها اسرائيل، لا ترتكز على مبدأ تصفية حسابات او عمليات انتقام ضد اطراف عدوة، بل توجه تحديدا لمنع تنفيذ عمليات ضدها او خطط مستقبلية تستهدف مصالحها، لافتة الى ان "اسرائيل غير مسؤولة هذه المرة عن عملية الاغتيال، برغم ان لديها حسابا طويلا مع بدر الدين".
وردا على اسئلة الاعلاميين عن مسؤولية اسرائيل عن عملية الاغتيال، اكتفى المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية عمانوئيل نحشون بعبارة «لا تعليق». العبارة نفسها تمسك بها ايضا، ردا على سؤال للاذاعة العبرية، وزير الاستيعاب، زئيف الكين، المقرب من رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، فيما اشار نائب وزير التعاون الاقليمي، ايوب قرا (الليكود)، الى انه «لا علاقة لاسرائيل بمقتل بدر الدين... وليس لدى اسرائيل اي توجه او تفكير بتنفيذ اغتيالات في هذا القطاع»، في اشارة الى سوريا.
مستشار الامن القومي الاسرائيلي السابق، اللواء يعقوب عميدرور، "بارك" في حديث للاذاعة العسكرية عملية الاغتيال، وأكد ان هذا النبأ يعد «بشرى سارة وجيدة لاسرائيل». لكنه اكد في المقابل ان «اسرائيل ليست مسؤولة دائما عن عمليات اغتيال تستهدف اعداءها». وأضاف: «وضعنا يكون أفضل اذا اختفى اولئك الذين يملكون خبرة وتجربة مثل بدر الدين، من قائمة المطلوبين لدينا، وهذا سيكون افضل لاسرائيل».
من جهتها، اشارت صحيفة "معاريف" الى ان اغتيال بدر الدين يعد ضربة قاسية للقيادة العسكرية لحزب الله، وخاصة انه من المؤسسين الاوائل للجناح العسكري في الحزب، «لكن كما هي الحال بعد اغتيال (الشهيد عماد) مغنية، يمكن التقدير ان حزب الله سيتغلب على هذه الخسارة وسيعين قائدا عسكريا من الصف الاول لديه، وبعد فترة سيتعافى من هذه الضربة»، مشيرة الى انه «من ناحية اسرائيل، فهي بالطبع غير آسفة على ما حل به (بدر الدين)، اذ كان مخططا ومنفذا لعشرات الهجمات ضد اسرائيليين ومصالح اسرائيلية». وبحسب الصحيفة، «حزب الله مني بخسائر كبيرة في سوريا، الا انه في مقابل ذلك يحتفظ بقوة كبيرة جدا في الساحة اللبنانية، سياسيا وعسكريا، وهو عدو خطير جدا ومرير جدا لاسرائيل».
وفي اجراء ذي مدلول، اشارت مصادر عسكرية اسرائيلية في حديث للقناة الاولى العبرية، مع ابراز لافت في النشرة الاخبارية المركزية مساء امس، ان لا تدابير او اجراءات احترازية على طول الحدود مع لبنان، وأن الجيش الاسرائيلي لم يرفع مستوى استنفار وحداته العسكرية مقابل الجانب اللبناني من الحدود، كما انه لا تعليمات خاصة موجهة الى سكان المستوطنات القريبة من السياج الامني شمالا.