في جعيتا ترجم شباب التيار والقوات "اتفاق معراب". جلسوا "الكتف ع الكتف" في معركة إسقاط رئيس البلديّة الحالي سمير بارود، المتربّع على عرش البلديّة منذ 18 عاماً، الذي يترأس لائحة "الوفاء لجعيتا" بتحالف مع عائلات والمقرّبين من النائب السابق فريد هيكل الخازن.في بلدة وسط كسروان، خلع العونيون قمصانهم البرتقاليّة ولم تزيّن رؤوس القواتيين قبعات مطبوعة عليها الدائرة الحمراء، وتوحّدوا تحت شعار "التجدّد والإنماء"، اللائحة التى يرأسها وليد بارود، المقرّب من التيار العوني والموظّف لدى آل افرام، وتضمّ 3 أعضاء من التيار من ضمنهم منسّقة البلدة ريموند بارود، وعضوين من القوات، وعضواً ممثلاً للعائلات.
هدوء اليوم الانتخابي، لم ينعكس على الإقبال على صناديق الاقتراع، فتخطّت نسبة الاقتراع الـ70%. أمّا الوزير بارود، فانتظر يوم الانتخاب لنفض تهمة دعم لائحة "الوفاء" عنه، حيث اقترع وخرج ليصرّح بتصويته بورقة بيضاء. المعركة كانت عادلة بوصف منسّقة التيار، ولو تخلّلها بعض الضخّ المالي باستقطاب بعض المسافرين.
أمّا في زوق مصبح وزوق مكايل، فكان للمعركة طابع مختلف، هناك نُصبت متاريس عونيّة ــ عونيّة، بعدما انقسم التيار بين اللوائح المشاركة في المعركة.
في زوق مكايل تنافست لائحتان: "نبض الزوق" برئاسة إيلي البعينو (14 آذار) والمدعومة من رئيس البلديّة الحالي نهاد نوفل والقوات اللبنانيّة، وتضمّ بين أعضائها منسّقة التيار الوطني الحرّ ميراي أبي عسّاف والناشط العوني بيار الأشقر، في مواجهة لائحة "الزوق حرّة" برئاسة وفيق طراد (عوني) مدعومة من النسبة الأكبر من الشارع العوني بحكم ضمّها نحو 11 عضواً عونياً.
الانقسام في صفوف التيّار، والاستقالات من الهيئة المحليّة التي سبقت الانتخابات بسبب ما اعتبره المستقيلان، فؤاد العضم وأندره العشقوتي، مخالفات المنسّقة للنظام الداخلي، والقرارات الحزبيّة المركزيّة القاضية بعدم دعم أي لائحة، وعدم الاطمئنان الى تخلّي البعينو عن ارتباطه بنهج نهاد نوفل، الذي أقصى دورهم السياسي على مدار 20 عاماً، تُرجمت على الأرض يوم الانتخابات؛ ستاندات مقابلة للائحتين، تزاحم على إجراء مقابلات على الشاشة العونيّة لتأكيد موقف "الرابية" المحايد. ولم ينتهِ اليوم المتشنّج عونياً، إلّا بإشكال وتدافع بين مندوبي اللائحتين على خلفيّة توزيع لوائح داخل مراكز الاقتراع، ومحاولة الضغط على الناخبين. فتدخّل الجيش وأخرج المندوبين الذين تخطّى عددهم النسبة القانونيّة المسموح بها، وأوقف اثنين من لائحة "نبض الزوق".
أمّا في زوق مصبح، فلا يختلف الوضع كثيراً، إذ إنقسم هناك التيار بين لائحتين؛ "زوق مصبح تجمعنا" برئاسة شربل مرعب (مرشّح التيّار عام 2010 لرئاسة اتحاد بلديّات كسروان)، الذي سيقت بحقّه ثلاث قضايا فساد في البلديّة، والمدعوم من الهيئة المحليّة للتيار الوطنيّ الحرّ. و"زوق مصبح الهويّة الجديدة" برئاسة عبده خليل (عوني) وهو عضو حالي في البلديّة، وضمّ معه 4 أعضاء من العونيين، مدعوماً من القوات اللبنانيّة.
ترجم الانقسام متاريس عونيّة على الأرض، وضغوطا على الناخبين من الهيئة المحليّة في التيار ومنسّقتها للتصويت للائحة مرعب، مع الإشارة إلى أن نسبة الاقتراع تخطّت الـ80%، وهناك تخوّفات من تقدّم عامل التشطيب، بسبب انقسام العائلات والتيار بين اللائحتين.