انتهت جولة الانتخابات في جبل لبنان بنتيجة سياسية واضحة: العماد ميشال عون هو الأقوى مسيحياً. معركة بلدية جونيه خاضها عون، فيما حليفه الجديد سمير جعجع يقف في وجهه داعماً لائحة نعمة افرام ــــ منصور البون ــ فريد هيكل الخازن. واللائحة الأخيرة حظيت بدعم استثنائي من رجل اعمال شمالي معروف، رأى في معركة جونيه معركته الشخصية لإسقاط عون، كرمى لعيون النائب سليمان فرنجية. يُضاف إلى ما تقدّم الكم الهائل من الخدمات التي قدّمها على مدى العقود الماضية البون وآل الخازن وآل افرام، والقدر الكبير من الأموال التي أنفقها تحالفهم في الحملة الانتخابية. الفارق لم يكن كبيراً. لكن ذلك لا يخفف من وهج انتصار عون، الذي وجّه رسالة إلى شريكه في التفاهم، سمير جعجع، مفادها: أستطيع ان انتصر من دونك، ولو وقفتَ في صفّ خصومي.رسالة أخرى اظهرتها نتائج اليوم الانتخابي الحار في جبل لبنان الذي شهد تقاذفاً للتهم بشراء أصوات جرى توثيق بعضها بالصوت، وبعضها الآخر بالصوت والصورة. وهذه الرسالة أن التفاهم العوني ــــ القواتي ليس على ما يُرام. ففيما خاض طرفا التفاهم معارك معاً، إلا أنهما تعاركا في غير موقعة، ليست جونيه سوى النموذج الأكثر سطوعاً فيها. كذلك لم يتمكّن هذا التفاهم من إظهار قدرته على كسر القوى العائلية والسياسية المحلية، في أكثر من منطقة، كالنائب ميشال المر في المتن، او في بلدة غوسطا المجاورة لجونيه، على سبيل المثال، حيث ثبّت النائب السابق فريد هيكل الخازن زعامته، إذ فازت لائحته في وجه لائحة معراب ــــ الرابية.
ثبّت الخازن زعامته
في غوسطا إذ فازت لائحته في وجه لائحة معراب ـ الرابية

وفي كسروان، ووفق النتائج الأولية لعملية الفرز، فازت لائحة "التجدد والإنماء" في جعيتا برئاسة وليد بارود المدعوم من تحالف التيار والقوات، في وجه لائحة "الوفاء لجعيتا" برئاسة الرئيس الحالي سمير بارود. كما فازت لائحة "زوق مصبح الهوية الجديدة" برئاسة عبده الحاج في وجه لائحة "زوق مصبح بتجمعنا" برئاسة شربل مرعب، إضافة إلى فوز لائحة "نبض الزوق" برئاسة إيلي البعينو، والتي تضم منسقة هيئة التيار في البلدة، في وجه لائحة "الزوق حرة" برئاسة وفيق طراد في زوق مكايل. وفي النتائج الأوليّة أيضاً، خرق كلّ من جوزف رزق وأنطوان الشدياق اللائحة التوافقية في عشقوت. وفي ميروبا فازت لائحة "وحدة ميروبا" برئاسة منسق التيار الوطني الحر الياس سعادة، وفي فاريا فازت لائحة "فاريا الغد" برئاسة ميشال سلامة المحسوب على الوزير السابق فارس بويز.
أما في المتن، ففازت في سن الفيل لائحة رئيس البلدية الكتائبي نبيل كحالة كاملة (أكثر من نصف اعضائها عونيون) في وجه لائحة التيار الوطني الحر التي يرأسها جوزيف شاوول مدعوما من حزب القوات. وفي انطلياس فازت لائحة رئيس البلدية ايلي بو جودة المدعومة من النائب ميشال المر ضد لائحة التيار الوطني الحر التي يرأسها ايلي صافي مدعوما من القوات والكتائب. ومن انطلياس الى ضبيه حيث فاز رئيس البلدية قبلان الاشقر المقرب من المر والمدعوم من حزب القوات ومرشح التيار الوطني الحر عن المقعد الكاثوليكي جورج عبود كاملة ضد لائحتين احداهما مدعومة من هيئة التيار الوطني الحر والكتائب والثانية من مجموعة "عونيون". اما في بيت مري، فكانت لافتة خسارة لائحة رئيس البلدية السابق انطون مارون المدعوم من المر امام اللائحة المدعومة من احزاب الكتائب والقوات والتيار الوطني الحر. وفي بصاليم، خسرت اللائحة المدعومة من المر وهيئة التيار، لصالح اللائحة المدعومة من الطاشناق وقسم من التيار. وفي جل الديب، فازت اللائحة المدعومة من النائبين ميشال المر ونبيل نقولا، مقابل خرق بمقعدين للائحة المدعومة من هيئة التيار.
في الضاحية الجنوبية، لم تُسجّل النتائج مفاجآت تُذكر. فبعد فرز أكثر من 5700 صوت في الغبيري (من أصل 8178 مقترعا) وصل الفارق بين لائحة حزب الله وحركة امل وحلفائهما، ولائحة "الغبيري للجميع" المنافسة، إلى نحو 3000 صوت. وفي برج البراجنة، وصل الفارق إلى نحو ألفي صوت بعد فرز نصف عدد اصوات المقترعين (8208). وفي حارة حريك، فازت لائحة الحزب ــ امل ــ التيار الوطني الحر، فنالت أكثر من 3 آلاف صوت في مقابل 754 لزياد نجيب دكاش المدعوم من القوات اللبنانية.