يُقال إن حمّى «العصيان» بدأت من السكسكية بعد انشقاق الـ 2004مقالات مرتبطة
الرئيس الجميّل: التحالفات البلدية من عجائب الدهر نقولا ناصيف
شهية الترشح فتحت بعد رضوخ التنظيم لمطلب الكثيرين من أبناء البلدة، بعدم التجديد لحسين جواد خليفة، رئيس البلدية منذ 18 عاماً، كما كان مقرراً في البداية. عند انتشار الأخبار عن نية الحركة التجديد لخليفة، انطلقت حملات على مواقع التواصل الاجتماعي تعرض "إنجازات عهد ابن الصرفند المقيم في عبرا والذي سمح بانتشار المكبات العشوائية التي ضاعفت انتشار السرطان بين الأهالي". لم يرضخ خليفة بسهولة لقرار استبعاده الذي أحدث شرخاً ضمن العائلة الواحدة (آل خليفة أكبر العائلات يعدون 3 آلاف). أقرباؤه يلمّحون إلى أن المستهدف ليس الريس بل شقيقه وزير الصحة الأسبق محمد جواد خليفة من قبل أحد وزراء أمل البارزين الذين تحسب عليهم الرؤوس الثلاثة المسؤولة عن الملف الانتخابي للصرفند". في النتيجة، لم تبعد البلدية عن ذلك البيت. الخلف الذي اختارته "أمل" بموافقة الوزير وشقيقه، هو ابن خالتهما (ومستشار الوزير في وزارة الصحة) علي حيدر خليفة الذي حظي بتأييد واسع. حتى مساء أمس، وقبل ساعات قليلة من إقفال باب سحب الترشّح، لم يكن معظم المرشحين قد رضخ لمحاولات أمل بإقناعهم بالانسحاب وتحقيق آمالها بالتوصل إلى تزكية في البلدة التي تُعَدّ رمزاً حركياً عريقاً. وحدهما مرشحا الحزب السوري القومي الاجتماعي رلى خليفة وعلي سليم انسحبا مساء، ليس بناءً على طلب أحد، بل اعتراضاً على التمسك بمرشحين غير مرغوب فيهم من قبل حزبهم ضمن اللائحة الرسمية التي لم تكن قد أعلنت قبل ضمان سحب بعض المرشحين.
اللوبيا جارة الصرفند، لكنها أصغر منها مساحة وسكاناً بأضعاف. مع ذلك، تشترك الجارتان بعصيان أوامر التنظيم. كادت البلدية الهادئة (12 عضواً) أن تفوز بالتزكية قبل ساعات من إقفال باب الترشّح. إلا أن موسى ملحم (45 عاماً) ترشح وفرض المعركة. يعرّف عن نفسه بأنه واحد من الحركيين، لكنه غير راضٍ عن التهميش الذي شاب أداء المشرفين على اختيار المرشحين. حتى مساء أمس، جرت محاولات مستميتة لإقناعه بسحب ترشّحه، إلا أنه أكد استمراره حتى النهاية.
بين الصرفند واللوبيا، تقع السكسكية. حمى "العصيان" بدأت منها، حتى يقال إن "الانشقاق الحركي الكبير الذي سجل فيها بعد دورة عام 2004 هو ما شجع الآخرين على التمرد". الشكوى واحدة في البلدات الثلاث: "من اختير لإدارة الملف في البلدات، لم يكن مؤهلاً وغلّب أهواءه ومصالحه على المصلحة العامة واختار مرشحين على شاكلته". في البلدة التي تستضيف السيدة رندة بري (مقر الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين وجامعة فينيسيا)، أصل المشكلة إصرار قيادة "أمل" على التجديد لرئيس البلدية الحركي علي حيدر الشهير بـ "أبو سلمان" (مدير في الريجي)، استناداً إلى التقارير التي وصلتها من كوادرها في البلدة بأن الأخير يحظى بشعبية واسعة. القرار قسّم الحركيين بين مؤيد ومعارض. من بين المعارضين أحمد كوثراني أحد الرؤوس الأربعة في اللجنة الانتخابية المكلفة زيارة العائلات والتشاور معها. ليس السبب لدى كوثراني، تداول السلطة كما يطالب الآخرون، بل لأنه يجد نفسه أحق بالمنصب لأنه "أخو شهيد وعائلته الأكبر في بلدات الزهراني، ما يخوله ترؤس اتحاد بلديات المنطقة". طموح كوثراني توافر لدى كوادر آخرين مثل جهاد سبليني، طباخ بلدية عام 2010، وأبو حيدر عباس (حيدر وعباس وسبليني أكبر العائلات). آل حيدر يجمعون على ألّا تخرج الرئاسة من جلبابهم (يعدون 500 صوت)، لكنهم يختلفون على الاسم. جوهر الصراع على منصب الرئيس ونائبه. صراع ضاعف عدد المرشحين (36 مرشحاً لـ 15 مقعداً). يخشى المعنيون من تداعيات الانتخابات على وحدة شعبة "أمل". يستذكرون الانشقاق الذي خاضه الحركي رئيس البلدية السابق محمود ضاحي بعد انتخابات 2004 اعتراضاً على فرض أبو سلمان رئيساً. حينها سحب ترشحه "حقناً للدماء" كما يقول، لكنه سحب معه العشرات من الحركيين الذين صدر قرار بطردهم. ضاحي ترشح هذه المرة، ممثلاً المعارضة في "أمل"، آملاً الاستفادة من خلافات البيت الواحد.