في البازورية، لا شيء يستفزّ علي دياب أكثر من استخدام لائحته المعارضة للائحة توافق حزب الله ــــ حركة أمل للتصويب على ابن البلدة السيد حسن نصرالله. بشراسة، تصدى الشيوعي العتيق لمحاولة بعض وسائل الإعلام التي صنفت "اتحاد عدد من أصحاب الكفاءات والرؤية التنموية بأنها انتفاضة ضد حزب الله وتحدٍّ له في مسقط رأس أمينه العام، حتى وصلت التخيلات لدى البعض إلى اعتبارها رداً على تدخله في سوريا". يضحك دياب، متأسفاً للتشويش الذي "يؤثر سلباً بأهداف الأعضاء الأربعة عشر الذين يتصدون لسوء أداء العمل البلدي والفساد الذي شاب البلدية السابقة التي كان عملها شبه مشلول".أطباء ومربّون ومهندسون وناشطون وشيوعيون ومستقلون أعلنوا "لائحة البازورية" في احتفال تميّز بحضور حاشد، تحت شعار "معركة إنمائية وليست سياسية". حتى مساء أمس، كان التنافس بين لائحة مكتملة ألّفتها حركة أمل وحزب الله وضمت قومياً وبعثياً ومستقلاً، وبين "لائحة البازورية"، وأربعة منفردين محسوبين على أمل. لم يكن سوء أداء البلدية السابقة التي فازت بالتزكية الدافع الوحيد لكثرة المرشحين الذين انسحب معظمهم تباعاً، بل ما تردّد على مسامع الأهالي بأن أمل وعدت رئيس البلدية المنتهية ولايته علي سرور بالتجديد له لولاية ثانية. استفزّ الأمر البازوريين، خصوصاً في ظل اتهامات لسرور بهدر الأموال والمحسوبيات ما كاد يحلّ البلدية مراراً، فاندلعت "انتفاضة" ضد الحركة التي تحسب البلدية عليها.
أعضاء اللائحة المعارضة تعرضوا لضغوط متكررة من أمل لسحب ترشيحاتهم والقبول بتسوية تشركهم في اللائحة. "رفضوا شرطنا بتمثيل كافة القوى ومداورة الرئاسة" يقول دياب، مؤكداً أن حزب الله "لم يتواصل معنا بشأن الانتخابات لا سلباً ولا إيجاباً".
"المعارضة المتحدة" في البازورية استثنائية على مستوى بلدات قضاء صور. عشرات المرشحين توافدوا تباعاً إلى قائمقامية صور، في سباق مع موعد انتهاء مهلة سحب الترشيحات منتصف ليل الاثنين، امتثالاً للضغوط أو تقبلاً للواقع. البعض لا يعتبرها معارضة جدية تعكس حجم "الانتفاضة" المندلعة في الجلسات الشعبية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ضد التوافق. "المرشحون الفراطة"، كما يوصفون، موجودون في كل البلدات. لكن عدداً قليلاً منهم يثق بإمكانية إحداثه خرقاً في لائحة المحدلة.
في معركة، عرين أمل، ترشح في وجه لائحة التوافق المكتملة (15 عضواً)، لائحة "معركة بلدتي" المؤلفة من ثمانية أعضاء تتنوع انتماءاتهم من أمل إلى الشيوعي والمستقلين وتجمعهم مصالح مختلفة، إضافة إلى ثلاثة مرشحين منفردين، بينهم سيدتان، هما مرشحة لجنة حقوق المرأة اللبنانية أحلام حسان وزينب غندور (ابنة قيادي سابق في أمل). أما في صريفا، رمز الشيوعيين، فترشح 11 شخصاً في وجه لائحة التوافق المكتملة (15 عضواً)، وهم ستة مستقلين وثلاثة قوميين وشيوعيان اثنان. حظوظ الخرق مرتفعة بسبب خلافات البيت الداخلي في أمل، وبسبب القاعدة الشعبية التي يحتفظ بها اليسار الذي خرق لائحة التوافق عام 2010 بشيوعي وقومي.
وفي صديقين، ترشح شيوعيان، وفي عين بعال ترشح ثلاثة، وفي مدينة صور ترشح واحد. أما في طيردبا، فاقتربت المفاوضات من الاتفاق بين الشيوعيين وحزب الله على تسمية الشيوعي الزميل حسين سعد رئيساً للبلدية. وفي شمع، وقفت سيدة ورجل في وجه تزكية البلدية برئاسة عبد القادر صفي الدين مجدداً للدورة الرابعة.