"المهم مرقت ع خير"، هذا هو حال لسان أهالي المنية بعد اقفال صناديق الاقتراع عند الساعة السابعة مساءً، بعد يوم انتخابي طويل.لم تكن ساعات الصباح الأولى توحي بأنها "ستمرق ع خير". الاحتقان الكبير الذي سيطر على اجواء المدينة، ظن معه كثيرون ان اليوم الانتخابي الأخير في لبنان لن يمر هادئاً. دفع ذلك كثراً الى التزام بيوتهم، ما حال دون تخطّي نسبة الاقتراع، في فترة ما قبل الظهر، السبعة في المئة. ومع مرور الوقت عادت النسب الى الارتفاع لتصل قبيل اقفال الصناديق بنصف ساعة الى 53%، وهي تعد الأكثر ارتفاعاً بالمقارنة مع مناطق طرابلس والميناء التي شهدت مشاركة خجولة.
النتائج ستظهر عدم الرضى عن التحالفات التي ركبها المستقبل

يدرك الجميع ان المعركة كانت متكافئة، ان لجهة الحشد الانتخابي أو لجهة المرشحين. لكن النتيجة كانت غير متوقعة في معركة "الحلف الواحد"، مع تنافس "لائحة الوفاق والإنماء" التي ضمت حلفا رباعيا بين عائلات زريقة ومطر ومحيش وعلم الدين، بدعم من تحت الطاولة من تيار المستقبل والنائب كاظم الخير، خشية نقمة باقي العائلات التي انضوت في لائحة "المنية ـــ النبي يوشع مستقبلنا". إذ أن الأخيرة ضمّت أيضاً أحد أبرز صقور المستقبل في المنية عثمان علم الدين ورئيس البلدية الحالي مصطفى عقل. وهو ما اجبر المستقبل والخير على ايهام الناخبين في المنية بوقوفهما «على مسافة واحدة من الجميع». الا ان الدعم الأزرق كان واضحاً للائحة "الوفاق والإنماء"، إذ أصر المرشحون والمندوبون عن اللائحة على رفع أعلام المستقبل وصور الرئيسين رفيق وسعد الحريري.
مع ساعات الفرز الأولى، في 6 مراكز اقتراع، كانت النتائج تشير الى نسب متقاربة بين اللائحتين. وعزا أحد مسؤولي مراكز الاقتراع التأخر في عمليات الفرز الى اللوائح المختلطة بسبب عدم التزام الناخبين بلائحة معينة، نظراً للتداخل العائلي بين العديد من مكونات المنطقة. وهو ما سينعكس نتائج غير متوقعة، ستظهر "عدم رضى المواطنين عن التحالفات التي ركبها تيار المستقبل والخير في المنية"، وستسمح بالتالي بتوفير مساحة كبيرة للخروقات من قبل اللائحتين.
وسجلت في انتخابات المنية مفارقات عدة، أبرزها غياب التغطية الإعلامية المباشرة عن المنطقة، وهو ما دفع المواطنين الى المناداة عبر وسائل التواصل الاجتماعي للبحث عن الاعلاميين في المنية. وخلال عملية الفرز، وجدت ورقة حملت اسم ابن المنية الأسير في سجون العدو الصهيوني يحيى سكاف، فيما حمل ظرف آخر صورة السيد حسن نصرالله والشهيد مصطفى بدر الدين.