الانتحاريون جاؤوا من إمارتهم في سوريا ولا علاقة لمخيمات النازحين السوريين بهم
مقالات مرتبطة
-
عن القاع و«الاستضعاف المسيحي» هيام القصيفي
-
عن انتحاريي القاع: 12 سؤالاً قيد التحقيق رضوان مرتضى
في إزاء ذلك، يقي الاستنفار سيد الموقف في القاع، لا سيما في وسط شبابها الذين شحذوا أسلحتهم للدفاع عن بلدتهم، بعد الهجوم الدامي الذي سقط فيه خمسة شهداء وأكثر من 30 جريحاً. معظم الشباب المنتشرين في الشارع المقابل لكنسية مارالياس، كانوا يوم امس لا يزالون يحملون أسلحتهم. غير أنّ هذا المشهد لم يستمر طويلاً، فقد منعت استخبارات الجيش الظهور العلني للسلاح. حصل ذلك فيما لا يزال الحزن يُخيّم على منازل عائلات شهداء التفجير الإنتحاري، كما مشاعر الخوف والقلق من هجمات أخرى قد ينفذها انتحاريون جدد. عزّز مشاعر الحزن هذه إرجاء مراسم الدفن حتى عصر اليوم.
في موازاة ذلك، لا يكفّ أبناء بلدة القاع عن السؤال عن طبيعة التدابير الوقائية التي تنوي الدولة اتخاذها لصد هجمات الإنتحاريين، وسط حالة خوف وعداء مستجدة ضد العائلات السورية المقيمة في مخيمات مشاريع القاع. وحاولت الأجهزة الأمنية التخفيف من حدّة المخاوف، إذ نفّذت وحدات الجيش عمليات مسح شاملة بدأت من بلدة رأس بعلبك جنوباً باتجاه القاع ومشاريعها شمالاً. فجرى دهم عدد من الشقق وأوقِف عدد من المشتبه في علاقتهم بالتنظيمات الإرهابية. وفي هذا السياق، أكد مسؤول أمني لــ«الأخبار» أن الشقة التي دهمها الجيش في القاع كان يستأجرها شبان سوريون، علماً أنها تبعد عشرات الأمتار عن مكان التفجيرات الإنتحارية الأربعة فجر أول من أمس، كاشفاً أنه عثر في داخلها على «أعتدة عسكرية وآثار بعض المواد التي تستخدم في تصنيع الأحزمة الناسفة».
أحد المسؤولين الأمنيين أشار إلى أن تدابير الجيش كافية لمواجهة الإرهابيين، وهو الكلام نفسه الذي ردده وزير الدفاع سمير مقبل اثناء زيارته بلدة القاع، متحدثاً عن «إجراءات استثنائية للجيش» في كامل المنطقة، سواء في جرود السلسلة الشرقية أو في الثكن أو على الطرقات، وهي قادرة على صد الهجمات الارهابية. من جهته، أعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أثناء تقديمه واجب العزاء بالشهداء أن «الإنتحاريين جاؤوا من إمارتهم في سوريا»، وأن لا علاقة للنازحين السوريين بالأمر، متحدثاً عن ضرورة التوصل إلى «صيغة توفق بين مسؤولياتنا الإنسانية كلبنانيين تجاه النازحين، وبين منعهم من أن يكونوا بيئة حاضنة للإرهاب التكفيري». وفي موازاة ذلك نفذت قوة من الجيش عمليات دهم لعدد من مخيمات للسوريين في قرى الطيبة وأنصار والحمودية والحديدية وأوقفت أكثر من مئة شخص لعدم حيازتهم أوراقا ثبوتية وإقامات وبطاقات دخول إلى الأراضي اللبنانية. في الوقت الذي لجأت فيه بعض بلديات البقاع ومنها الهرمل إلى تعميم قرار بحظر تجول السوريين مدة 72 ساعة نظراً للظروف الأمنية التي تمر فيها المنطقة.