يتشدّد تيار المردة في موقفه الرافض لحصوله على حقيبة التربية
مقالات مرتبطة
-
أعيدوا «البالون» القواتي إلى حجمه غسان سعّود
أمام كلّ ما تقدم، لا تظهر بوادر إيجابية لإمكان إعلان التشكيلة الوزارية قبل عيد الاستقلال. ولكن لا شيء محسوم في بلد تتسارع فيه التطورات السياسية بشكل دراماتيكي، مع تأكيد معظم القوى أنه «لا نزال ضمن المهل المنطقية».
وعلى الرغم من أنّ بري أكد أنه لم يتبرع بحقيبة الأشغال العامة والنقل لأحد، بل يتمسك بها نهائياً، صرّح النائب أنطوان زهرا أمس لـ«المركزية» بأنّ حصة القوات اللبنانية من الحقائب والأسماء قد حُسمت. ووصف زهرا رئيس المجلس بأنه من «المتعاونين لتشكيل الحكومة، وإذا كان يرفع السقف في بعض المواقف، فحرصاً على حلفائه». ووفقاً لمعلومات «الأخبار»، فإنّ الحقائب التي تحسبها القوات «لها» هي: الأشغال والنقل، الشؤون الاجتماعية والإعلام. وتتصرّف القوات كالخارج منتصراً من صراع نالت في نهايته حصة أكبر بكثير من حجمها، وهي تفخر بأنّ «سمير جعجع الذي لا يريد أن يظهر كمن يُعطل العهد، كشف أنّ العقدة هي لدى فريق حزب الله ــ حركة أمل، فليعملا على حلها. واضح من هو الطرف الذي لا يريد النجاح للرئيس القوي. هل يتحملون تعطيل العهد؟». عادت القوات لتُمارس لعبتها القديمة ــ الجديدة، في محاولة «بث الفتنة» بين التيار الوطني الحر وفريقه السياسي، مستفيدة من التشنج بين عون وبري. تقول مصادر القوات إنّ «الأمور تُحل إذا ما قبل التيار الوطني الحر التخلي عن حقيبة الطاقة لمصلحة المردة، إذا لم يقبل الأخير بالتربية». أمران يبدوان غير قابلين للتطبيق. فالتيار العوني مُتمسك بالطاقة، في حين أنّ تيار المردة «موقفه ثابت لجهة رفضه الحصول على التربية، وهو يتشدد في هذا الموضوع»، استناداً إلى المصادر التي تعتبر أنّ «الحل بحاجة إلى إعادة خلط للأمور». حتى صيغة الثلاثين وزيراً «التي أعيد طرحها لن تكون حلاً، فالذي سيحصل على 4 وزراء في وزارة مؤلفة من 24 وزيراً، سيعمد عندها إلى المطالبة برفع حصته».
وخلال توزيع الدفعة الأولى من بطاقات الانتساب إلى القوات اللبنانية لمنطقة بشري، قال جعجع إنّ «البعض مصمم على عرقلة انطلاقة العهد الجديد»، شارحاً بأن «كل الأفرقاء قالوا بأنهم يريدون تسهيل التأليف، وبالفعل كثر قاموا بهذا الأمر ونحن في طليعتهم، ولكن البعض الآخر وضع شروطاً غير منطقية وغير موضوعية ولا علاقة لهم بها حتى، وأنا لا أفهم هذه الشروط والفيتوات والمطالب التي تفوق أي تصور إلا كمحاولة لعرقلة العهد الجديد». ولكن جعجع الذي «جرّب» عون كثيراً يعتقد بأن «لدينا رئيساً جديداً لا يصح معه الترهيب ولا الترغيب، ولا أعتقد أن هذه المحاولات ستؤدي الى أي نتيجة. وفي وقت قصير بإذن الله سنشهد ولادة حكومة جديدة».
وكان رئيس حزب الكتائب سامي الجميل قد التقى أمس وزير الخارجية جبران باسيل، بحضور الوزيرين الياس بوصعب وآلان حكيم، والنائب سيمون أبي رميا وعضو المكتب السياسي الكتائبي سيرج داغر. وبحسب مصادر المجتمعين، فإنّه «لا يجري التحضير لإعلان اتفاق مشترك بين الحزبين، الأفكار لا تزال في مرحلتها الأولية وهي تتعلّق بالعمل معاً لوضع تصورات مشتركة في ما خص عدداً من المواضيع». ولم يتم التطرق إلى الملف الحكومي «لأن الكتائب تعتبر أنّ هذا الأمر تبحثه مع الرئيس المُكلّف». وبعد اللقاء، أكد الجميل أنّ «الكتائب ستكون الى جانب رئيس الجمهورية (...) لذا تم الاتفاق على العمل الموحد من أجل وضع تصور مشترك لقانون الانتخابات وعلى مشروع اللامركزية الإدارية ومكافحة الفساد وسواها من الملفات».
في إطار آخر، علّق الكاردينال بشارة الراعي على السجال المحدود الذي نشب بينه وبين نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى على خلفية حديث البطريرك أول من أمس عن "السلة" والحقائب الوزارية. وقال الراعي قبيل مغادرته مطار بيروت أمس إنّ «علاقتنا مع بري ممتازة جداً ونحن على اتصال، وعلاقتنا أيضاً مع سماحة الشيخ عبد الأمير قبلان هي أحسن وأحسن».