قبل خمسة أعوام، أقفل معبر جوسيه الحدودي في بلدة القاع، بعد احتلال المجموعات الإرهابية جرود السلسلة الشرقية، واستهدافها القرى البقاعية والمعبر نفسه بالقذائف الصاروخية. مع المعبر، أغلقت عشرات المصالح الاقتصادية عند طرفيه، من بينها على الجانب اللبناني مكاتب تأمين ومحال تجارية ومشاريع زراعية.
المعبر بالنسبة إلى البلدة، وإلى قرى البقاع الشمالي، يعد بمثابة «شريان الحياة الاقتصادية والتجارية». هجر أبناء البلدة مكاتبهم و»دكاكينهم» بالقرب من مبنيي الجمارك والأمن العام اللبناني بين البلدة ومحلة مشاريع القاع، وأفلوا إلى زراعات «لا تسمن ولا تغني، في ظل إهمال الدولة القطاعات الإنتاجية التي تشكل مصدر دخل لهم ولعائلاتهم»، كما يقول القاعي الياس توما لـ»الأخبار».
تعتمد بلدة القاع بشكل رئيسي على معبر «الأمانة»، أو جوسيه، لكونه المعبر الذي يوفر الارتباط الاقتصادي الكامل بين البقاع ومحافظة حمص ومنها إلى حلب. مع قرع الاستعدادات لتحرير جرود البلدة، يتوق أبناء القاع والبلدات البقاعية المجاورة لإعادة فتح «المعبر الحيوي»، لتعود معه الحياة الاقتصادية والسياحية الى المنطقة باكملها. يوضح توما أن تحرير الجرود من المجموعات الإرهابية سيزيل العقبات أمام إعادة فتح المعبر، ويعيد الأمل للمزارعين بالعودة الى مشاريعهم الزراعية». «اليوم سعر كيلو البطيخ بالقاع 100 ليرة، والدراق 500 ليرة، وشرحة البندورة 1000 ليرة، كيف بدّو يعيش المزارع ويربي عياله. إذا فتح المعبر سيعيد ذلك الآمال بالتصريف إلى السوق السورية وحتى التصدير إلى العراق براً» كما يشرح طوني مطر أحد المزارعين لـ»الأخبار».
في رأس بعلبك أيضاً، مصالح اقتصادية تضررت من احتلال الجرود. مسلحو «داعش» استولوا على المعدات والآليات العائدة لمقالع ومناشر الصخر في جرود البلدة وخطفوا عمالاً من أبناء البلدة. الأمر نفسه ينطبق على أصحاب المشاريع الزراعية ومربي الماشية الذين فقدوا قطعانهم ومراعيهم. ويوضح رئيس بلدية رأس بعلبك دريد رحال أن معركة طرد مسلحي تنظيم «داعش» من الجرود ستحرر المقالع السبعة والكسارتين التابعتين للبلدة، وآلاف الأمتار من بساتين الأشجار المثمرة والمراعي الغنية التي يعتمد عليها مربو الماشية».
واللافت أن الدولة السورية أعلنت رسمياً إعادة فتح معبر جوسيه الحدودي إبان انطلاق معركة تحرير جرود عرسال، بعد تطهير جرود القلمون الغربي بالكامل.