كل تطور ونتيجة، حدثا في الحروب التي تخاض في المنطقة ضد الإرهاب، بما يشمل ليبيا ومصر وسوريا والعراق واليمن، هما إيجابية من ناحية إسرائيل، باستثناء تلك التي لها علاقة بحزب الله. هذه هي خلاصة ما يمكن وصفه بـ«تقدير وضع» أو «نتيجة أوضاع»، ورد في سياق تعليق صحيفة يديعوت أحرونوت على معركة جرود عرسال وتداعياتها.
تعليق الصحيفة جاء بعد صمت إسرائيلي، لافت جداً، من قبل الإعلام العبري ومحلليه ومعلقيه، الذي لم ينكسر إلا بعد أن انتهت المعركة، واستقرت نتائجها على «انتصار حزب الله»، وهو العنوان الذي اختارته الصحيفة لتقرير آخر ورد في نسختها المطبوعة أمس. وفي التقرير أوردت الصحيفة أن رحيل «جبهة النصرة» من الأراضي اللبنانية، وما تبعها من صفقة تبادل للأسرى، جاءت فقط بعد أن شن مقاتلو حزب الله عملية عسكرية ضد المسلحين، وقتلوا منهم ١٥٠ مقاتلاً.
من جهة يديعوت أحرونوت، حقق حزب الله شرعية إقليمية، سورية وإيرانية وروسية، وكذلك شرعية محلية داخلية في لبنان، من جانب طوائف مختلفة، وسَبَب ذلك أنه في الواقع يقاتل، وبنجاح، المنظمات الإرهابية التي تهدد لبنان.
إلا أن النتيجة التي رحب بها الداخل اللبناني، هي النتيجة نفسها التي تقلق إسرائيل. وكما تؤكد الصحيفة، فإن «سكرة النصر» في عرسال، دفعت مقاتلي الحزب إلى تهديد إسرائيل بأن هذه المعركة ليست الا تدريباً على الحرب المقبلة في مواجهتها.
حذرت الصحيفة (في تكرار للتحذير الصادر منذ سنوات عن المسؤولين الإسرائيليين) من أنه بعد الانتهاء من الحرب على الجماعات الجهادية والقضاء أيضاً على داعش، فستكون إسرائيل و«المنطقة» أمام تهديد حزب الله، مع تعهد الحوثيين في اليمن، الوافد الجديد إلى المعادلة، في القتال إلى جانبه، خاصة أن لدى حزب الله عشرات الآلاف من المقاتلين، وسلاح متطور، وكذلك منظومة دعائية إعلامية متطورة، الأمر الذي يعني مشكلةً قريبة ووشيكة، وبشكل خاص تجاه إسرائيل.