قبل أيام من جلسة مجلس الوزراء التي كان مقرراً عقدها في سرايا طرابلس في 28 أيلول الماضي، ضمن جلسات أعلنت الحكومة أنها ستعقدها في المناطق، التقى الرئيس سعد الحريري فريق عمله ومستشاريه ومقربين منه، وبعضهم من طرابلس، لاستطلاع التحضيرات والأجواء قبل الجلسة. لكن ما سمعه عن «استياء عارم» في طرابلس، وعن «تحضير أطراف لتنظيم اعتصامات بالتزامن مع الجلسة» دفعه إلى طلب إرجائها، من دون صدور أي تفسير رسمي، باستثناء تسريبات إعلامية أفادت بأن الإرجاء فرضته جلسات الحكومة المتتالية لمتابعة قانوني سلسلة الرتب والرواتب والضرائب.
مصادر في التيار الأزرق كشفت لـ«الأخبار» أن «اقتراحات قُدمت إلى الحريري منذ إعلان موعد الجلسة، نصحته بأن يحمل معه مشاريع يمكن تنفيذها على نحو عاجل وقبل الانتخابات النيابية، أو أن يباشر في تنفيذ مشاريع مقرّة وموجودة في الأدراج، لأن إقرار مشاريع جديدة يحتاج تنفيذها إلى سنوات لن يفيدنا».
«قَطَع» موعد جلسة الحكومة الطرابلسية من دون تحديد موعد جديد، وفي ظل تجاهل كامل من تيار المستقبل، فيما توقف العمل في ورشة إعادة تأهيل السرايا وقاعة الاجتماعات، ما أوحى بصرف النظر عنها. لكن، في الساعات الـ48 الماضية، عاد الحديث عن الجلسة إلى الواجهة مجدداً. إذ أعلن وزير العمل محمد كبارة، بعد اجتماع «إنمائي» عُقد في السرايا الحكومية برئاسة الحريري، حضره النائب سمير الجسر ورئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين ومستشارا الحريري فادي فواز وعبد الغني كبارة، أن الجلسة ستعقد «قريباً بإذن الله». وأكد الجسر أن الجلسة «ستعقد حتماً»، ولفت منسّق تيار المستقبل في طرابلس ناصر عدرة إلى أن الجلسة «ستؤكد حصةً كبيرة من المشاريع للعاصمة الثانية».
واللافت أن عودة الحديث عن جلسة طرابلس جاء بعد ساعات قليلة من لقاء الوزير السابق أشرف ريفي بوجهاء عائلات بيروتية وعشائر العرب في عرمون، وإعلانه «عدم التراجع عن خوض المعركة الانتخابية في كل الدوائر، وفي مقدمها دائرة بيروت الثانية، مهما كلف الأمر»، مشدداً على أنه «لا أحد يقرر عن بيروت ولا أحد يختار لها نوابها»، وأن «على مسلسل التنازلات المجانية أن يتوقف لأن الطائفة السنية، الأكبر في لبنان، تشعر بالغبن بسبب التنازلات التي لا مبرر لها». وهذا، بحسب ما أشارت مصادر في المستقبل، ما أعاد ضخّ الدم في عروق الجلسة المؤجلة، «لأننا إذا لم نتوجه إلى طرابلس وغيرها، فإن خصومنا السياسيين سيستغلون الفرصة ويأتون لينافسونا في قلب العاصمة».