نجح الرئيس نبيه برّي في كسر الجفاء الذي طغى على علاقة الرئيس سعد الحريري بالنائب وليد جنبلاط خلال الأشهر الماضية، والتي تلت التسوية الرئاسية، وما تبعها من تحالفٍ بين الحريري والرئيس ميشال عون في الملفّات الداخلية. منذ الجلسة النيابية الأخيرة قبل بدء مراسم عاشوراء، دخل رئيس المجلس على خطّ «الصلحة» بين الحليفين القديمين، وأثمرت جهوده أمس ترتيب جنبلاط عشاءً في منزله في كليمنصو، جمع إلى مائدته، إلى جانب برّي والحريري، الوزير علي حسن خليل والنائب وائل أبو فاعور وتيمور جنبلاط.
وعدا عن أجواء المصالحة التي حرص برّي عليها في وساطته مع الحريري، وعلى أن يكون اللقاء في منزل جنبلاط، يأتي اللقاء الثلاثي في ظلّ خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس وتحذيره من المسّ بالاستقرار اللبناني في رسالة واضحة للسعودية، وما سبقه من كلام صدر عن لسان وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان، الذي هاجم حزب الله، داعياً إلى تشكيل تحالف دولي في مواجهة المقاومة. وكذلك يأتي اللقاء بعد الاستدعاءات السعودية التي وُجّهت إلى النائب سامي الجميّل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى الرياض، الأسبوع الماضي، وما قيل عن محاولات سعودية لإعادة لململة فريق 14 آذار وإعادة رفع سقف مواجهة حزب الله في لبنان.
وعلّقت مصادر مشاركة في الجلسة، في اتصال مع «الأخبار»، على «الجَمْعَة» بالقول إنها «مسبقة الترتيب»، وإنها «تؤكّد أن الكلام الذي يتم تداوله عن إمكان استقالة الحكومة هو غير صحيح والجميع يؤيّد الاستقرار». أمّا أبو فاعور، فاكتفى بالقول لـ«الأخبار» إن اللقاء «ليس موجّهاً ضدّ أحد»، في إشارة إلى عون.
ولم يكد ينتهي العشاء، حتى نشر جنبلاط صورة عبر حسابه على موقع «تويتر» تجمعه بالحريري وبرّي، معلّقاً عليها بالقول: «جمعة حوار ووفاق واتفاق على أهمية الاستقرار ومقاربة الأمور بواقعية. إن تحصين لبنان يجب أن يبقى أولوية فوق الاعتبار».
وفيما يلمّح أكثر من مصدر إلى أن السعودية أرسلت إلى جنبلاط والحريري دعوات للزيارة مشابهة لتلك التي تلقّاها الآخرون، تقول مصادر وزارية في فريق رئيس الحكومة إن «السعودية لم توجّه حتى الآن دعوة إلى الحريري ولا إلى جنبلاط، لكنّها ستوجّه عمّا قريب». وتضيف المصادر أن «السعودية لا تريد التصعيد في لبنان، وكل المعلومات تؤكّد أن لبنان لا يزال محيّداً عن التصعيد في المنطقة، وكلام السبهان يبقى كلاماً ولا يعكس قراراً رسميّاً بالتصعيد»، مؤكّدةً أن «الحريري وجنبلاط حريصان على الاستقرار اللبناني وكذلك السعودية، وهدف الزيارات هو سماع اقتراحات اللبنانيين لما يمكن فعله في لبنان، ولقراءة خريطة الانتخابات النيابية المقبلة». في المقابل، تقول مصادر أخرى إن «جنبلاط والحريري يحاولان تفادي أي قرار سعودي بالتصعيد في لبنان»، وإن «اللقاء مع برّي هدفه درس كيفية التعامل مع التطوّرات في المرحلة المقبلة».
(الأخبار)