أقر اثنان من المسؤولين الاسرائيليين ممن اخترقت حواسيبهم وهواتفهم بصحة الخرق وأكدا سحب الوثائق ومضمون ما جاء فيها، رغم محاولتهما التخفيف من تداعياتها، والتهديد بمقاضاة الـ «هاكرز» من «حزب الله» والنظام السوري.
وقال المستشار السياسي للحكومة الاسرائيلية مندي (منذر) صفدي انه جرى بالفعل إختراق جهاز الكمبيوتر الخاص به قبل حوالي 7 أشهر. وأوضح في حديث لموقع «تايمز اوف اسرائيل» ان عنصرين من حزب الله ومن وحدات الحرب الالكترونية التابعة للنظام في سوريا هما من قاما بالقرصنة وسحب الوثائق، لافتاً الى ان الاجهزة الامنية الاسرائيلية كانت اول من كشف عملية الخرق. واشار الى ان الاستخبارات السورية وتلك التابعة لحزب الله «حاولتا مرارا اختراق جهاز الكمبيوتر الخاص بي»، وأن المحاولة الاولى كانت بعد ستة اشهر من بدء «الثورة السورية».
وشدد صفدي على انه لم يعد يعمل لمصلحة الحكومة الاسرائيلية في ما يتعلق بالساحة السورية، في اقرار غير مباشر بانه عمل لمصلحتها في الفترة الماضية، مضيفا انه يُعرّف عن نفسه حاليا كـ «عضو مجموعة ضغط في الدبلوماسية الدولية «، مع التركيز على سوريا. وقال: «من الطبيعي أن يحاول النظام السوري وحزب الله تتبعي بكل طريقة ممكنة، نظرا للنجاح الذي حققته في عملي».
وحاول صفدي التملص من الوثائق المنشورة في «الاخبار» حول صفقة اسلحة كان يعمل عليها في العاصمة التشيكية براغ لمصلحة فصائل من المعارضة السورية، ومن بينها تنظيم «داعش» و»جبهة النصرة»، الا انه أقرّ انه حاول بالفعل العمل على إطلاق الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي احرقه «داعش» حيا في العراق، لافتا الى انه حاول اطلاقه عبر وسيط تربطه علاقة بالتنظيم الارهابي، «وقد استفسرت ذات مرة حول هذا الخيار، وجرى درس هذه المسألة، لكن تبين انهم (في داعش) غير معنيين باطلاقه».

أقر صفدي
بصحة الاسماء الواردة في الوثائق التي نشرتها «الأخبار»


وورد في مقابلة صفدي مع الموقع الاسرائيلي اقرار اضافي وغير مباشر بصحة الاسماء الواردة في الوثائق التي نشرتها «الاخبار» حول مراسلاته مع سوريين ولبنانيين للتنسيق معهم ضد النظام في سوريا وضد حزب الله، مشيرا الى ان الشخصيات التي وردت اسماؤها لا تواجه خطر الإنتقام منها». ولفت الى ان بعض هؤلاء، مثل المعارضين السوريين كمال اللبواني وموسى نبهان، تحدثا علنا عن إتصالاتهما باسرائيل وعن زياراتهما لها، و»ترد ايضا اسماء لاشخاص قليلي الاهمية ونشطاء صغار كانوا يسعون فقط للحصول على دعم مالي لم يحصلوا عليه أبدا». وكرر: «لا يوجد خطر في الكشف عنهم، لا لي ولا لهم». وقال: «في معظم الحالات كنت استخدم ألقابا في مراسلاتي في محاولة لإخفاء هوية من كنت اقوم بمحاورته».
إلا أن الموقع الاسرائيلي تحادث مع «ناشط سوري» ورد اسمه في احدى الوثائق المنشورة في «الاخبار»، اكد انه بالفعل يخشى على حياة 23 فرداً من ابناء اسرته ما زالوا يعيشون في سوريا. الناشط الذي تحدث مع «تايمز اوف اسرائيل» عبر «سكايب»، مع اشتراط عدم ذكر اسمه، عبّر عن خوفه الشديد لأن « نظام الاسد يقوم باعدام اشخاص بسبب نغمة موسيقى في هواتفهم، فما بالك عندما يتعلق الأمر بشيء كهذا»، مؤكدا انه يعمل على اخراج كل افراد عائلته من سوريا. ووصف «الناشط السوري» صفدي بالغباء، وقال ان «الخيانة ليست بالضرورة نتيجة للنوايا السيئة، وأحيانا الغباء والسذاجة يُعدان خيانة أيضاً».
رجل الاعمال الاسرائيلي ــــ الاميركي، موتي كاهانا، الذي ورد اسمه في تقارير «الاخبار» الى جانب صفدي، أقرّ للموقع الاسرائيلي أيضا بنجاح الهاكرز في اختراق حاسوبه الشخصي. وقال كاهانا الذي يعمل بصفة «ناشط سياسي»، ويركز مساعيه منذ بدء الحرب الدائرة في سوريا باتجاه الضغط على الحكومة الاميركية لفرض منطقة حظر جوي في جنوب سوريا، إنه عاد الشهر الماضي إلى منزله من رحلة عمل، ليكتشف أنه جرى تحميل لقطات شاشة من جهاز الكمبيوتر الخاص به خلال غيابه. وأضاف: «أنا متأكد أنهم أخذوا كل شيء (...) قد يعرض ذلك حياة أشخاص للخطر، بما يشمل ايضا مواطنين أميركيين». وأشار الى انه يدرس عملية اختراق حاسوبه من ناحية قانونية، تمهيدا للعمل ضد الـ «هاكرز» بموجب القوانين الاميركية. وقال: «أعتقد أن على السلطات الأميركية منع إرهابيين مثل إيران وحزب الله من إقتحام المنازل الأميركية. إذا قامت إيران وحزب الله بإختراق جهاز الكمبيوتر الخاص بي في نيو جيرسي، فهم ينتهكون القانون الأميركي، وسأعمل على ملاحقتهم قانونيا. هذا أمر خطير جدا».
واشار الموقع الى ان مكتب نتنياهو لم يدل «حتى الان» بأي تعليق حول الوثائق المنشورة في «الأخبار».