تستكمل دوائر البطريركية المارونية الاجراءات اللوجستية للزيارة المقررة للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي الى السعودية، رغم التمنيات من أكثر من جهة على سيد بكركي إرجاءها ريثما يتضح مسار التطورات بعد استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري السبت الماضي.
وعلمت «الأخبار» أن الرياض تمارس ضغوطاً على بكركي لتلبية الزيارة. إذ جرى تواصل بين القائم بالأعمال السعودي في بيروت وليد البخاري والراعي جدّد فيه الأخير الدعوة، و«نصح» البطريرك بأن «المسيحيين أقلية، وليس لديهم مصلحة بالبقاء رهينة موقف الرئيس ميشال عون الملتزم العمل مع حزب الله». كما تلقت دوائر البطريركية اتصالات من رجال أعمال ومغتربين مسيحيين في السعودية، تطلب من الراعي تلبية الزيارة حتى لا يكون هؤلاء عرضة لانتقام السلطات السعودية، كعادة نظام آل سعود في قطع أرزاق الأبرياء و«تفنيش» إقاماتهم ثمناً لمواقف سياسية.

اتصالات من
مغتربين في السعودية للضغط على الراعي
لتلبية الزيارة


هذه الاتصالات، إضافة الى الضغط الذي يمارسه ما تبقى من فريق 14 آذار من «تابعي السبهان»، ترجّح حتى الآن أن الزيارة لا تزال في موعدها، على رغم التمنيات بتأجيلها، وعلى رغم أن «دوائر بكركي الرصينة والعاقلة» غير متحمسة لها ومتخوفة من ظروفها وارتداداتها. ولكن، بحسب المصادر، «يبدو أن البطريرك لا يصغي حالياً الا لمستشاره وليد غياض والنائب السابق فارس سعيد».
وكان الراعي استقبل أمس، في الصرح البطريركي، المجلس التنفيذي للرابطة المارونية برئاسة النقيب انطوان اقليموس الذي قال بعد الاجتماع إن أحداً «لا يملي على غبطته موقفه، ولكن تمنينا عليه أن يكون هناك نوع من التنسيق بينه وبين الرئيس ميشال عون في هذا المفصل التاريخي. والأمر يعود في النهاية الى غبطته وهو يقيّم الوضع ويتخذ الخطوة التي يراها مناسبة للمصلحة الوطنية بالدرجة الأولى».
وعلمت «الأخبار» أنه في اللقاء الذي حضره غياض فقط وفي غياب أي مطران من أركان بكركي، تمنّى وفد الرابطة على البطريرك إرجاء الزيارة طالما أن مصير الحريري غير واضح بعد، «خصوصاً أن الطريقة التي تمت بها استقالته تشكّل وصمة عار، ولم نشهد مثيلاً لها حتى في أيام حكم اسطنبول». وعرض الوفد محاذير الزيارة في هذا التوقيت وارتدادها سلباً على جو البلد الملبّد أساساً، ودعا البطريرك الى «التنسيق الكامل مع رئيس الجمهورية بصفته المرجعية الدستورية، وعدم المبادرة افراديا، لأن ذلك سيعطي انطباعاً سيئاً لا مصلحة فيه لاحد». ولفت أعضاء في الوفد الراعي إلى ضرورة «مراعاة الاجماع اللبناني الحالي، وتأجيل الزيارة وإبدالها بالدعوة إلى قرع أجراس الكنائس على نية السلام في اليمن وسوريا والعراق وبين السعودية وايران وداخل لبنان». ولفتوا نظره الى انه ذكر انه يريد مقابلة الرئيس الحريري، «فما الضمانة ان لا يكون اللقاء في حضور ضباط مخابرات سعوديين مما سيشكل احراجاً كبيراً له».
وردّ البطريرك بأنه سيتخذ موقفه النهائي بعد التشاور مع رئيس الجمهورية اليوم ومع مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان (تم الاتصال بينهما أمس). وقال الراعي لبعض من التقوه إن السعوديين وعدوه بعقد اجتماع مع الحريري، وسط توقعات بأن يكرر الأخير مضمون بيان الاستقالة أمام البطريرك ويشن حملة على حزب الله.
(الأخبار)