طيف الاستقلال خجول هذا العام في لبنان. الأزمة السياسية تطغى على الحدث. فرنسا كانت محطة الرئيس الحريري الأخيرة بعد احتجازه في السعودية، وفرنسا نفسها احتجزت لبنان قبل 74 عاماً. رغم كل شيء يبقى الاستقلال مناسبة لا بدّ من الاحتفال بها، والجيش مؤسسة لا بد وأن تكون معنية بالاستقلال. تغييرات ينتظرها العسكريون هذا العام، وستظهر «رسمياً» في عيد الاستقلال المقبل (2018)، والحديث هنا عن تغيّر البدلات. سيصير الزيتي فاتحاً، وستصبح أكثر شبهاً ببدلة «القوات الوسطى» الأميركية.
التصميم الجديد يشمل «رنيجر» صحراوي، بدلاً من الأسود الضخم المُعتمَد حالياً. وحسب مصادر في الجيش، فإن البدلة الجديدة ستكون «أقل ترقيطاً»، وستكون فيها مساحة أوسع للزيتي الفاتح، لتناسب النظرة العسكرية الجديدة إلى اللباس، وتلائم العمل في الميدان من الناحية الجغرافية. غير أن التغيير الأساسي الذي يسعى إليه قائد الجيش منذ توليه مهامه، لا يتوقف عند الشكل ــ الذي يلعب دوراً في بناء «هوية» بصرية للجيش ــ بل يرتكز إلى «نفسية»، وحتى في حياته اليومية، وذلك من خلال التقديمات والتسهيلات، بحسب مصادر في الجيش. تتضارب المعلومات حول البدلات الجديدة. ثمة من يقول إنها «هبات». مصدر آخر في وزارة المالية، يؤكد أن الأمر «أوكل إلى ثلاثة أشخاص، ولم تُجر أي مناقصة، ولم يكن هناك أي دفتر شروط». أحد تجار الألبسة العسكرية، الذين يبيعون الجيش، يقول «قد تكون هبة، لكن إنجاز البدلات الجديدة ليس كذلك». ثم يوضح «بالأساس هذا الأمر يتم من خلال مناقصة رسمية»، مستدركاً بشيء من عدم المبالاة «البلد كلو واسطات». معلومات أخرى حول عدد البدلات تحتاج إلى البحث والتدقيق. عدد البدلات الجديدة سيكون 200 ألف، في حين أن عديد الجيش أقل من ذلك. هذه المعلومة «مؤكدة» حسب التاجر: «أعتقد لكل عسكري ثلاث بدلات»، ويشرح ممازحاً... «في العادة يأخذ كل عسكري بدلة واحدة رقيقة، وهي إما كورية أو صينية الصنع. لكنني أعتقد أنها صينية». يستفيض في المزاح، ولكن بنبرةٍ لا تخلو من الجدية: «حتى بدلات الجيش الأميركي صينية».
في أوساط العسكريين، نقاشات كثيرة عن البزة الجديدة. حذاء بلون الرمل بدلاً من الأسود. وبزة بألوان «مودرن». يقول أحد العسكريين: «مع بداية السنة الجديدة سيصبح الرينجر الصحراوي أمراً واجباً». أما في ما يتعلق بالبزة الجديدة، يرجّح عسكري آخر أنها «تشبه تلك التابعة للمغاوير، وقد تكون إيطالية». فيما يؤكد أحد أصحاب المحال المتخصصة ببيع الملابس العسكرية «أن البدلة الجديدة اسمها multicam، وهي تشبه البدلة الأميركية»، وعن الحالية يقول إنها «في الأصل أميركية تشبه بدلة المارينز». هذا الأمر لا يعجب أحد العسكريين، ويعتبره نوعاً من «الإحراج»، من دون أن يلغي أن البدلة الجديدة ستكون «أكثر هيبة». المعادلة سهلة: الجيش بوصفه جيشاً، يحتاج إلى «الهيبة»، والبلاد، تحتاج إلى الجيش بوصفه مؤسسة، تحمي «استقلاله».