لن تفوّت الرياض مناسبة كالانتخابات النيابية من دون العمل على استعادة بعض من نفوذها المفقود في لبنان، أو على الأقل الحدّ من خسائر حلفائها، وكبح «جموح» حزب الله، في سياق الحرب المفتوحة التي تشنّها ضده وضد محور المقاومة، أمنياً وعسكرياً وسياسياً واقتصادياً. بعد حلّ «أزمة السفيرين» بقبول السعودية تعيين فوزي كبارة سفيراً للبنان لديها، وتسليم سفيرها في لبنان وليد اليعقوب أوراق اعتماده للرئيس ميشال عون بداية الشهر الجاري، بات «سفير خادم الحرمين الشريفين» متفرّغاً لمتابعة الاستحقاق الانتخابي عن كثب... وحتى آخر «زاروب».
حركة الأخير تشير إلى أن «الحضور» السعودي في الاستحقاق لن ينحصر في الدوائر ذات الغالبية السنية، ولا في محاولة إعادة لملمة مكوّنات 14 آذار فحسب، بل يشمل أيضاً التقرّب من كل الأفرقاء الفاعلين، ودقّ الأسافين بين حزب الله وحلفائه أو أصدقائه، في ظل إدراك الرياض استحالة مقارعة الحزب على الساحة الشيعية. وفي هذا السياق، يندرج استقبال اليعقوب، الأربعاء الماضي، رئيسة «الكتلة الشعبية» ميريام سكاف.

ضغوط سعودية
على «المستقبل»
لعدم التحالف مع
التيار في زحلة


وبحسب معلومات «الأخبار» فإن سكاف طلبت من السفير السعودي التوسط لدى تيار المستقبل للقبول بتسميتها مرشحَين اثنين على لائحته، مع وعد بإعطائها حقيبة وزارية في حكومة ما بعد الانتخابات. علماً أن العرض «المستقبلي» لها يقوم على انضمامها، وحدها، إلى اللائحة من دون أي التزامات في ما يتعلق بالتوزير. وبحسب مصادر مطّلعة على أجواء اللقاء فإن السفير السعودي «نصح» رئيسة الكتلة الشعبية بقطع علاقتها بحزب الله! وأضافت المصادر أن الرياض تمارس ضغوطاً على التيار الأزرق للسير في ترتيب الأمور مع القوات اللبنانية على حساب التحالف مع التيار الوطني الحرّ.
ومعلوم أن سكاف لم تقرّر بعد وجهة تحالفاتها في الانتخابات المقبلة، في ظل تنوع القوى السياسية في القضاء الذي يشكّل فيه «المستقبل» القوة الرئيسية، ويمتلك فيه حزب الله وحركة أمل قوة وازنة، الى جانب التيار الوطني الحر وحزبي القوات اللبنانية والكتائب والنائب نقولا فتوش والمرشحيْن الكاثوليكي ميشال ضاهر والأرثوذوكسي سيزار معلوف المقربين من التيار البرتقالي.
مصادر الماكينة الانتخابية التابعة لسكاف تؤكّد أن «الكتلة الشعبية» قادرة، بمفردها، على الفوز باثنين من مقاعد زحلة السبعة (2 كاثوليك، سنّي، ماروني، شيعي، أورثوذكسي، وأرمني). أما مصادر الماكينات الانتخابية الأخرى فتجزم بأن وريثة البيت السكافي لن تفوز بأكثر من مقعدها، في أحسن الأحوال، خصوصاً أن ترشّح ضاهر سيقسم الأصوات الكاثوليكية. إذ إن الأخير يحظى بغالبية أصوات الكاثوليك في بلدات القضاء وقراه، فيما يتركّز التأييد لرئيسة الكتلة الشعبية داخل المدينة.


روّج مقربون من سكاف بأنها تتجه الى «قطيعة» مع حزب الله



الملف الانتخابي في زحلة كان مدار بحث، الاثنين الماضي، بين سكاف ونائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، المكلف بمتابعة ملف الانتخابات النيابية في الحزب. وعلمت «الأخبار» ان رئيسة الكتلة الشعبية استطلعت أجواء توجهات الحزب وكيفية توزيع أصواته، وسمعت تأكيداً على الحرص على «الكتلة الشعبية». وقد توجّه اليها قاسم بسؤال واضح عن إمكان ترشحها على لائحة تضم النائب فتوش، خصوصاً أن الحزب حاسم في عدم دعم لائحة تيار «المستقبل»، حتى لو كان الأخير متحالفاً مع التيار الوطني الحر. وبحسب المعلومات فإن سكاف رفضت رفضاً قاطعاً وجودها الى جانب فتوش على لائحة واحدة. وانتهى اللقاء بالاتفاق على استئناف البحث. لكن كان لافتاً ما روّجه مقربون من رئيسة الكتلة الشعبية، في اليومين الماضيين، بأن الأخيرة تتجه الى «قطيعة» مع حزب الله. كما رُوّجت أخبار عن نيتها إعلان لائحة مكتملة ولقائها عدداً من المرشحين عن المقعد الشيعي، مما يثير تساؤلات عما إذا كانت سكاف قرّرت العمل بـ«نصيحة» السفير السعودي.