شائعات كثيرة طالت نائب طرابلس محمد الصفدي في الآونة الأخيرة، قبل قرابة ثلاثة أشهر ونيّف من الانتخابات النيابية المرتقبة في 6 أيار المقبل، ذهبت إلى أنه لن يترشح لخوض الانتخابات، وأنه سيرشح بدلاً منه ابن شقيقه أحمد. الرواية نفسها جرى تداولها عام 2013، قبل أن يجري التمديد للمجلس النيابي، لأن الصفدي أعلن يومها لـ«الأخبار» أنه «لن أخوض الانتخابات إلا إذا اعتمد مبدأ النسبية فيها»، قائلاً إنه «إذا بقي القانون الأكثري فلن أرشح نفسي».
شائعات الترشّح انسحبت أيضاً على التحالفات الانتخابية؛ فقبل أشهر أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري أن تيار المستقبل «يعمل على تشكيل لائحة مكتملة في طرابلس بالتحالف مع الصفدي»، لكن الأخير رفض يومها تأكيد هذا التحالف أو عدمه، مفضّلاً «التريّث» في هذا المجال.
حينها تسرّبت معلومات عن أن الصفدي يسعى لترشيح زوجته فيوليت عن مقعد الروم الأرثوذكس في عاصمة الشمال، مشترطاً على الحريري أن يكون وإيّاها معاً على ذات اللائحة، وهي معلومات لم تؤكدها كما لم تنفها أي جهة، وصولاً إلى حدّ القول إن الصفدي يتجه للتحالف مع الوزير السابق أشرف ريفي.

عام 2013 ربط الصفدي عدم ترشّحه ببقاء نظام الاقتراع الأكثري

كل ذلك لم يدفع الصفدي إلى الخروج عن صمته وتوضيح ما يتعلق بمستقبله السياسي، إذ بقي مغلقاً الأبواب على كل التساؤلات المتعلقة به، ومنها ما يتصل بحيثيته الشعبية التي جعلته يحتل المرتبة الأولى بين نواب المدينة في دورة عام 2009 بعدما حصد، سنتها، 66855 صوتاً، ومنها ما يتعلق بأوضاعه المالية، وبماكينته الانتخابية التي قيل حينها إنها الأكثر دقة من بين الماكينات الانتخابية الأخرى، وهل أنها لا تزال على حالها، أم ترهلت وأصابها الصدأ؟
مصادر مقرّبة من الصفدي أوضحت لـ«الأخبار» أنه «يدرس كل الاحتمالات المتعلقة بحسابات الربح والخسارة قبل إعلان ترشحه وتحالفاته الانتخابية»، مؤكدة أن «هذين الموضوعين لم يحسما بعد، بانتظار الانتهاء من دراسة الأرقام والنتائج المتوقعة التي سيترتب عليها أي خطوة، مع الأخذ في الاعتبار القانون الانتخابي الجديد».
وقالت المصادر إن الصفدي «يعقد لقاءات مع أغلب القوى السياسية في طرابلس، المعنية بالانتخابات، لكن هذه اللقاءات تبقى بعيدة عن الإعلام». وأكدت أن «هناك نيّة جدّية عند الصفدي في الترشح، وهو كان قد أكد سابقاً أنه لن يترشح إذا لم تعتمد النسبية في الانتخابات، وهو أمر حصل الآن. غير أن كل ما يحكى عن تحالفات الصفدي هو استباق للأمور، وهو غير معني بالردّ على الشائعات التي تتحدث عن عدم ترشحه للانتخابات، أو عن تحالفاته الانتخابية».
وعن احتمال ترشح زوجة الصفدي، فيوليت، أوضحت المصادر أن «هذا القرار لم يُتخذ بعد، وهو ما زال قيد الدرس»، لكنها أشارت، في معرض تأكيدها الضمني على ترشح الصفدي للانتخابات، إلى أن «الماكينة الانتخابية التابعة له قد انطلقت، وهي باشرت عملها من خلال عقدها جلسات تدريب على القانون الانتخابي الجديد، إضافة إلى تواصلها مع المفاتيح الانتخابية لهذه الغاية».