بقدر الإرباك الحاصل على جبهة الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل في دائرة الشوف ــ عاليه، يتخبّط أفرقاء قوى 8 آذار لتركيب لائحة تواجه لائحة النائب وليد جنبلاط والرئيس سعد الحريري المفترضة، من دون الوصول إلى نتيجة واضحة حتى الآن. ولا شكّ في أن الحديث عن تحالف انتخابي يجمع جنبلاط والتيار الوطني الحرّ، يصعّب على النائب طلال أرسلان والحزب السوري القومي الاجتماعي والوزير السابق وئام وهّاب إمكانية خوض معركة «مقبولة» في وجه الاشتراكي ــ المستقبل.
في الأيام الماضية، التقى أرسلان الوزير جبران باسيل، وجاء اجتماع الرجلين بعد زيارة «حسن النية» الجنبلاطية إلى بعبدا ولقائه الرئيس ميشال عون. آخر الأخبار الواردة من مفاوضات العونيين ــ الاشتراكي تؤكّد عرض جنبلاط على التيار الوطني الحرّ مرشّحاً مارونياً في الشوف (ماريو عون)، ومرشحَين في عاليه، ماروني (الوزير سيزار بو خليل) وأرثوذكسي (إيلي حنا). إلّا أن مصادر متابعة في الاشتراكي ومصادر معنية في التيار الوطني الحرّ أكّدت أن العرض الحالي يبعد الطرفين عن التحالف.
وحول لقاء أرسلان ــ باسيل، تؤكّد مصادر متابعة أنه جرى البحث في التحالف في الشوف وعاليه وحاصبيا، وعبّر الطرفان عن الرغبة في ذلك، من دون أن يتمّ حسم أمر التحالف. وكذلك الأمر بالنسبة إلى اجتماع أرسلان والحزب القومي يوم السبت الماضي.

هل يخرج جنبلاط
بكتلة درزية من 5 إلى 6 نواب؟


لكن تشكيل لائحة «عريضة» في دائرة الشوف ــ عاليه، تحول دونه عقبات عدّة؛ فالجمع بين أرسلان ووهّاب، على الرغم من المفاوضات الجارية، لم يصل إلى أي نتيجة بعد، ولو أن الطرفين يدركان أن خوض معركة جديّة في وجه جنبلاط يحتاج إلى تضافر جهود الجميع، خصوصاً أن القوى الدرزية المناوئة لجنبلاط ترى في الانتخابات الحالية فرصة لم تأت منذ سنوات طويلة، لانتزاع مقاعد من كتلة اللقاء الديموقراطي.
ولا يخفي أرسلان امتعاضه من عدم رغبة ثنائي حركة أمل وحزب الله خوض مواجهة مع جنبلاط في الدوائر الأخرى، لا سيّما بيروت وبعبدا وراشيا وحاصبيّا. يرى أرسلان أن حزبه الديموقراطي اللبناني القوة الدرزية الثانية بعد جنبلاط، ومن «حقّه» دخول البرلمان بنائب درزي ثانٍ على الأقل، وعينه على مقعد بيروت تحديداً. و«تطمين» أرسلان، يفتح الباب أمام التحالف مع وهّاب. ولأجل مقعد بيروت، زار أرسلان أمس الرئيس نبيه برّي، ورشّح أحد مساعديه للانضمام إلى لائحة حزب الله وأمل، عن المقعد الدرزي في العاصمة (الدائرة الثانية)، لكن رئيس المجلس أبلغه التزامه مع جنبلاط بعدم التشويش على مرشّح الاشتراكي عن المقعد الدرزي في بيروت (النائب السابق فيصل الصايغ).
في المقابل، تبدو فكرة التحالف بين أرسلان وجنبلاط في الشوف وعاليه، إن حصلت، تشكل دافعاً لوهّاب، وربّما للتيار الوطني الحرّ، للبحث عن تحالف مشترك، يؤمّن وصول النواب العونيين في الشوف، فيما يتكفّل وهّاب بإرباك جنبلاط عبر تشتيت الصوت التفضيلي بين المرشحين الدرزيين (تيمور جنبلاط والنائب مروان حمادة) والمرشح الكاثوليكي النائب نعمة طعمة.
أمّا على مقلب الحزب القومي. فهناك وجهتا نظر؛ الأولى تحبّذ تشكيل لائحة عريضة يكون عمادها أرسلان في عاليه، على أن يقوم القوميون بترشيح مرشّح أرثوذكسي في عاليه وماروني في الشوف، فيما تحبّذ وجهة النظر الأخرى، طالما أن أرسلان متمسّك بترشيح مروان أبو فاضل عن المقعد الأرثوذكسي في عاليه، ترشيح درزي، هو حسام العسراوي، منفذ القومي في عاليه. ويحاجج أصحاب وجهة النظر الثانية بالتأكيد على أن حيثية القومي في عاليه عمادها درزي وليس أرثوذكسي، وأن «الذوبان» في فلك أرسلان يضعف هذه القاعدة من دون أن ترتدّ على القوميين بالحصول على جزء من الحصّة الدرزية «اليزبكية» في التوظيفات والخدمات.
ومع أن الجهود تتسارع منذ بداية هذا الأسبوع للوصول إلى معالم واضحة للائحة 8 آذار، إلّا أن المؤشّرات تؤكّد أن النقاشات قد تطول، خصوصاً مع تريّث التيار الوطني الحرّ في حسم موقفه، وبروز تعقيدات مقابلة في لائحة جنبلاط ــ الحريري. فهل تحسم قوى 8 آذار أمرها؟ أم يخرج جنبلاط من الاستحقاق الانتخابي بكتلة وازنة ويرفع عدد نوابه الدروز من 5 إلى 6؟