لدى الحزب الشيوعي اللبناني في دائرة الجنوب الثالثة الكثير حتى يقوله، لكن في فمه ماء انتخابي، ما إن ينطوي السادس من أيار «حتى يكون متحرراً وقادراً على قول كل الأشياء»، كما يردد أحد مرشحي الحزب عن هذه الدائرة، وفي ذلك إشارة إلى المرارات التي واجهت محاولات الشيوعيين جمع أطياف المعارضة اليسارية ومكوناتها لخوض الانتخابات النيابية على لائحة مشتركة، وهي محاولة باءت بالفشل، كما هو معروف.عندما كان الحزب الشيوعي يسعى إلى تلك اللائحة النموذجية، وقف «المرشح التاريخي» مصطفى بدر الدين في احتفال الحزب الشيوعي في النبطية للقول: «يشرفني أن أترشح مع الحزب الشيوعي وفق برنامجه الذي يمثلني». لكن بدر الدين فعلها مجدداً. انتظروه في لائحة الشيوعي، فأتاهم مرشحاً على لائحة تيار المستقبل - التيار الوطني الحر، ومعه نديم عسيران وعباس شرف الدين. بالنسبة إلى الشيوعيين «سلوك بدر الدين صار جزءاً من شخصيته، وهذا ما حصل أكثر من مرة في الانتخابات البلدية والنيابية سابقاً».
بضحكة لا تخلو من السخرية، يعلق مرشح الحزب الشيوعي علي حاج علي، على ما حصل بالقول: «توقعنا أن نصل إلى ما وصلنا إليه. كنا نطمح إلى معركة انتخابية لتوحيد جهود كل الناس وتأمين حاصل ونصف بدل الحاصل، لكن للأسف، تبين أن جمعهم عملية دونها تعقيدات وإغراءات».
رفض الشيوعي كل العروض «للانضمام إلى لوائح السلطة». استمرّ في مساعيه لتشكيل لائحة تضمّه وبعض رموز ما يسمى «المجتمع المدني» ومستقلين. أما وقد تفرق «العشاق»، يريدها الشيوعيون «معركة سياسية نظيفة وبلا أية تحالفات ونستعد لها بما أوتينا من إمكانات وحضور» يقول حاج علي. لائحة الشيوعيين غير مكتملة، وتضم: هالة أبو كسم (أرثوذكسية)، غسان حديثه (درزي)، سعيد عيسى (سني)، معن الأمين، حسين بيضون، عباس سرور، أحمد مراد وعلي حاج علي (شيعة)، فتكون ناقصة ثلاثة مرشحين شيعة، ولا سيما بعد انسحاب المرشح اليساري خليل ريحان «لأسباب خاصة».
في المقابل، سجلت ولادة لائحة «شبعنا حكي» وتضم الى الإعلامي علي الأمين، عماد قميحة، أحمد إسماعيل، رامي عليق، خالد سويد، ومرشح القوات اللبنانية عن المقعد الأرثوذكسي فادي سلامة. وسبقت الاثنتين لائحة «الجنوب يستحق» لتحالف المستقبل - التيار الوطني الحر، وتضم: مصطفى بدر الدين، نديم سميح عسيران، العميد الركن هشام جابر (النبطية)، عماد فؤاد الخطيب وسام كمال شروف وشادي مسعد، عباس محمد شرف الدين، مرهف رمضان (مرجعيون ــ حاصبيا)، محمد مصطفى قدوح وحسين جهاد الشاعر (بنت جبيل) وثمة حديث عن مرشحة شيعية يحسم اسمها الاثنين المقبل.
وسبقت هذه اللوائح لائحة «فينا نغير» التي أعلنها رئيس حزب الانتماء اللبناني أحمد الأسعد ولائحة حركة أمل وحزب الله.
هذا الواقع يجعل الكل مدركين أن توزع أصوات الناخبين من شأنه أن ينعكس سلباً لناحية تشتّت الحاصل الانتخابي، ما يجعل تأمين أي لائحة تواجه أمل وحزب الله، لحاصل انتخابي يزيد على 23 ألف ناخب مسألة صعبة المنال. ولهذا السبب ستعمل كل لائحة لتأمين الفوز، ولو بحاصل واحد، فيركز المستقبل على المقعد السني لمرشحه عماد الخطيب والشيوعي على مرشحته للمقعد الأرثوذكسي الطبيبة هالة أبو كسم.