لم يكن لدى سهام أنطون يوماً وهم «الإنماء والتغيير» بعصا سحرية. تدرك النقابية التربوية أن أي انتصار لمصلحة الناس في الانتخابات النيابية لن يكون سهلاً في ظل نظام طائفي مطبق، لكن «أي اختراق صغير لمرشحين من خارج الاصطفافات سيعطي أملاً لهم». «الأمل»، هذا ما تمسكت به تماماً يوم ترشحت في دائرة البقاع الثالثة (بعلبك ـــ الهرمل). تراهن فحسب على الوعي بأن «اختراق أي مكون لمكون آخر من مكونات النظام نفسه لا يسمى اختراقاً».يميز أنطون أنها تعرف ماذا تريد. أهم ما تتسم به منهجية عملها هو وضوح الرؤيا والتخطيط و»القتال» على الأرض كما تسميه بلا أي تنظير. بالنسبة إليها، «استحقاق 6 أيار هو محطة إضافية تراكمية للمواجهة أنتظر شخصياً أن تعطينا دفعاً إلى الأمام بعد تحركات إسقاط النظام الطائفي وهيئة التنسيق النقابية والتيار النقابي المستقل والحراك المدني و»بيروت مدينتي» في الانتخابات البلدية و»نقابتي» في انتخابات نقابة المهندسين».
رغم الظروف الصعبة للمواجهة والإخفاق في تشكيل لوائح موحدة لكل المعارضة، تقول: «دعينا ننظر إلى «كلنا وطني» والـ 66 مرشحاً كمحاولة جيدة للتجمع تحت سقف خطاب معارض واضح». يبدو لافتاً ما تشير إليه هنا أنه لو «أتيحت لي فرصة الترشح مرة أخرى لخضت المعركة بتقنيات تفاوض مختلفة؛ أهمها الترشح ضمن اللائحة مباشرة وليس الترشح فردياً. ففي الحالة الأخيرة، يصير المعارض محشوراً بالزاوية ويضطر إلى الدخول في تحالفات لا تشبهه بشكل عام».
الانتخابات محطة إضافية تراكمية لمواجهة النظام الطائفي


لا ترى ابنة رأس بعلبك أن الشوائب والصراعات الشخصية في أوساط اليساريين خففت من عزيمة المرشحين المستقلين وحماستهم لاستكمال التجربة، «أو هذا على الأقل ما ألمسه لدى كثيرين ممن ألتقيهم في كل المناطق. معظمنا وجد في الانتخابات فرصة للقاء بالناس في الأحياء والقرى والأندية، حيث عشنا يومياتهم وهمومهم وأطلقنا الحوارات الجدية مع الشباب والنساء وسعينا إلى إمكان تشكيل قوة ضغط معهم».
لم تندم أنطون على التجربة التي ستضيف حتماً إلى «مساري المهني والشخصي». في الواقع، الاهتمام بالشأن العام ليس بعيداً عن الناشطة اليسارية، فأبرز النقاشات في عز الحرب الأهلية مع والدها اليساري أيضاً كانت تتناول أهمية إقرار قانون مدني للأحوال الشخصية للخروج من هذا النظام الطائفي الولّاد للأزمات.
مفاهيم المقاومة المدنية تعمقت لدى أنطون مع انخراطها في حركة حقوق الناس برئاسة أوغاريت يونان لعشر سنوات، حيث اختبرت تقنيات العمل السياسي وتكوين مجموعات الضغط (lobbying) والمهارات القيادية، وشاركت في تأسيس فرع الحركة في البقاع.
أما قطاع التربية تعليماً وإدارةً فلها باع طويل فيه من معلمة في مدرسة خاصة إلى عضو منتخب في فرع البقاع في نقابة المعلمين في المدارس الخاصة، إلى مربية مختصة في مركز لذوي الاحتياجات الخاصة، إلى أستاذة في التعليم الثانوي الرسمي، فمرشدة في مصلحة الإرشاد المهني في الوزارة ومدرّبة في مكتب الإعداد والتدريب في المركز التربوي للبحوث والإنماء، ومن ثم رئيسة قسم الأندية والأنشطة اللاصفية فيه.
تقول: «إذا أتيح لي الفوز، فسيكون تطوير التربية ومستوى التعليم بصورة خاصة ملفاً أساسياً في عملي، إضافة إلى العناوين التي توافقت فيها مع أعضاء لائحة «الإنماء والتغيير»، ولا سيما السعي لمعالجة مياه الشفة ودعم وتطوير معمل الكهرباء في بعلبك وإنشاء محطات تحويل رئيسية إضافية تحسّن نوعية التيار، فضلاً عن نيابة عامة متخصصة لمتابعة ملف سرقة التيار واستكمال الإدارات العامة في المحافظة».