أوحى هرموش باستقالته أنه قيادي في «المستقبل» وليس رئيس المكتب السياسي في «الجماعة»
تكرر أوساط النائب السابق أسعد هرموش ما قدمه في شريط الاستقالة المصور. هنا استعادة للأسباب: «عزفت عن الترشح نظراً لطبيعة قانون الانتخاب الظالم الذي يفرض تحالفاً انتخابياً مُلزماً ويحاصر ساحتنا بخياراتها الحرة ويصادر إرادتها. ولأن تحالف آخر ساعة لا يحقق المصلحة الاسلامية والوطنية ولا يؤمن نتيجة انتخابية معتبرة، آثرت الصمت. لكن استمرار البعض بالتعرض لموقفي وتحميلي تبعات ومسؤوليات لست مسؤولاً عنها، جعلني أعلن استقالتي».
لم يقتنع رفاق هرموش في المكتب السياسي وشورى الجماعة بأسباب الاستقالة المعلنة. تحدثوا عما سمّوه «لمسات حريرية واضحة» هي في صلب قرار الاستقالة. استحضروا اعتكاف هرموش، بالطريقة نفسها، قبيل الانتخابات النيابية السابقة (2009)، عندما أصرّ وقتذاك على تحالف الجماعة الإسلامية مع تيار المستقبل. وعندما قرر التيار الأزرق عدم إشراك الجماعة في لوائحه باستثناء العاصمة (النائب الحالي عماد الحوت)، فضّل عدم ترشيح أيّ من رفاقه في «إخوان لبنان» وتجيير أصوات الجماعة الإسلامية لتيار المستقبل.
في موسم الانتخابات الحالية، عبّر أسعد هرموش عن تمسّكه بالتحالف مع تيار المستقبل. هذا المناخ كان موجوداً في الجماعة، لكن المفارقة أن الحريري قرر التبرّؤ من نصيرته الدائمة بناءً على تمنيات إماراتية وسعودية ومصرية. تدخل الأتراك مع الحريري ولكنه لم يخالف إرادة «بيت المال السياسي»، على حدّ تعبير أحد قياديي الجماعة الإسلامية. يربط البعض في التنظيم بين عزوف هرموش عن الترشح وبين استقباله أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري الأربعاء الماضي، أي قبيل تعميم فيديو استقالته. أخيراً، «أوحى هرموش بخطوته بأنه قيادي في «المستقبل» وليس رئيس المكتب السياسي في الجماعة التي تخوض الانتخابات ضد المستقبل في أكثر من دائرة، من صيدا إلى عكار مروراً بالشوف وبيروت والبقاع الغربي. تتويج الاستقالة سنشهده اليوم بنزول سعد الحريري إلى دارة هرموش في بلدة السفيرة في الضنية خلال جولته الشمالية. ما هو المقابل الذي وُعدَ به هرموش؟. يهمس «الإخوان» بأن هرموش «تلقّى وعداً من الحريري بتعيينه وزيراً في الحكومة المقبلة... لننتظر ونرَ»!
يرفض الأمين العام للجماعة الإسلامية عزام الأيوبي الذي يدير المكتب السياسي فعلياً منذ أشهر، بعد تفاقم الخلاف مع هرموش، مقاربة الملفات الداخلية عبر الإعلام. عن أزمة هرموش، يكتفي بالآية التي كتبها على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتشار استقالة هرموش: «إن الذين يبايعونك، إنما يبايعون الله (...)، فمن نكث فإنما ينكث على نفسه».