انتهت الاستشارات النيابية المُلزمة التي أجراها الرئيس ميشال عون لتسمية رئيس الحكومة. الاستشارات التي بدأت صباح اليوم، انتهت بتوافق غالبية الكتل البرلمانيّة على إعادة تكليف الرئيس سعد الحريري، تشكيل الحكومة الثانية للعهد.ونال الحريري مجموع 107 أصوات (معلنة) من (128 نائباً)، في مقابل امتناع 17 نائباً عن التسمية. وفضّل أربعة نواب عدم الكشف عن الاسم الذي أودعوه لدى الرئيس عون، ليتبيّن لاحقاً أنهم أودعوا اسم الحريري، ما يرفع مجموع الأصوات التي حازها الأخير إلى 111، حسب مندوب «الأخبار» في القصر الجمهوري.

وتوزّعت الأصوات على النحو الآتي:
كتلة «تيار المستقبل» (20 نائباً) سمّت الحريري، وتمنّت النائبة بهية الحريري «أن تكون للمرأة اللبنانية حصة في الحكومة المقبلة».
تكتل «لبنان القوي» (29 نائباً) سمى الحريري، وقال وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال النائب جبران باسيل، إن «موقفنا طبيعي وينسجم مع نتيجة الانتخابات التي أعطت تيار المستقبل الصفة التمثيلية الأوسع والأكبر ضمن المكون الذي يمثّله».
كتلة «الوفاء للمقاومة» (13 نائباً) لم تسمِّ أحداً، وأكد النائب محمد رعد استعداد الكتلة للمشاركة في الحكومة المقبلة والتعاون الإيجابي مع من سيكلَّف تشكيلها.
كتلة «التكتل الوطني» (7 نواب) سمَّت الحريري باستثناء النائب جهاد الصمد الذي امتنع عن تسميته.
كتلة «اللقاء الديموقراطي» (9 نواب) سمَّت الحريري، وتمنى النائب تيمور جنبلاط الإسراع في تشكيلها.
الكتلة الوسطية (4 نواب) سمَّت الحريري.
الكتلة القومية الاجتماعية (3 نواب) أودعت اسم رئيس الحكومة المقبل لدى عون، وتبين أنها سمَّت الحريري.
كتلة «الجمهورية القوية» (15 نائباً) سمَّت الحريري، وقال رئيس حزب «القوات اللبنانية»: «كلنا أمل في أن تكون الحكومة جديدة، لأن لبنان بحاجة إلى خطة إنقاذية، وسنمرّ على الحريري بمشاورات تأليف الحكومة». وتمنى أن يحصل بالثنائي المسيحي مثلما هو حاصل بالثنائي الشيعي في الحكومة»، وقال: «من يدخل في تكتلات نيابية متعددة عمله غير جدي، ونحتاج إلى عمل جدي في هذه الحكومة».
كتلة نواب حزب الكتائب (3 نواب) سمَّت الحريري.
كتلة «التنمية والتحرير» (17 نائباً) سمَّت الحريري.

النواب المستقلون:
ميشال المر وفؤاد مخزومي وإدي دمرجيان وعدنان طرابلسي سموا الحريري، فيما لم يسمِّ النائب أسامة سعد أحداً «لاعتبارات عدّة منها عدم الموافقة على نهجه السياسي». وكذلك لم يسمّ النائب جميل السيد أحداً، وقال إن «الحريري ليس بحاجة إلى صوتي». وغادر النائب عبد الرحيم مراد دون الإدلاء بأيّ تصريح وتبيّن لاحقاً أنّه أودع عون اسم الحريري أيضاً. من جهتها، أكّدت النائبة بولا يعقوبيان أنها لم تسمِّ أحداً لرئاسة الحكومة، وقالت: «نحن معارضة بنّاءة وإيجابية، وحان وقت تصحيح الأداء، ولا نريد حصصاً وزارية بل سنراقب».

حكومة وحدة موسّعة
وبعيد انتهاء الاستشارات، أعلنت رئاسة الجمهورية أنّه «عملاً بأحكام البند 2 من المادة 53 من الدستور، وبعدما تشاور فخامة الرئيس ميشال عون مع رئيس مجلس النواب استناداً إلى الاستشارات النيابية الملزمة التي أجراها فخامته اليوم والتي أطلعه على نتائجها رسمياً، استدعى فخامة الرئيس سعد الحريري وكلّفه تشكيل الحكومة».
وأكد رئيس مجلس النواب، نبيه بري، في تصريح له بعد لقائه عون أنّ «الرئيس سعد الحريري نال المرة الماضية 108 أصوات، والآن 111، وهذا نتيجة التوافق الوطني. وهناك ضرورة للإسراع بتأليف الحكومة لأن الوضع الاقتصادي ملحّ وأكثر من ملح». وأعلن أن «المشاورات في مجلس النواب ستبدأ الاثنين، والحكومة ستكون حكومة وحدة وطنية موسعة».
من جهته، شكر الحريري الرئيس عون، مؤكداً أنه «بدءاً من هذه اللحظة سينكبّ على تشكيل الحكومة، والآراء تُجمع على تشكيل حكومة اتفاق وطني». وكشف الحريري أنّ «لدى الجميع نية لتسهيل عملية تشكيل هذه الحكومة، وما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا»، مشيراً إلى أنه «سيكون أمام الحكومة متابعة أزمة النزوح السوري ومتابعة الإصلاحات التي وعدنا بها».
ولفت إلى أن الحكومة الجديدة مدعوة إلى ترسيخ التزام سياسة النأي بالنفس ومتابعة الجهود لمواجهة أزمة النزوح السوري، مضيفاً: «أمدّ يدي إلى جميع المكونات السياسية في البلد للعمل معاً لتحقيق ما يتطلع إليه اللبنانيون، ولن أوفر جهداً في العمل على تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن».