أفضت الاستشارات النيابية التي أجراها رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، أمس، مع الكُتل النيابية والنواب المستقلين، إلى إجماع على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة، لكن الإجماع الشفهي لا ينطبق عادة على واقع مشهد سياسي مليء بالعِقد الوزارية، إن من حيث النسب أو الحقائب أو الأسماء. ومع انتهاء الاستشارات غير الملزمة، وبعد أن أفرغ النواب ما في جعبتهم من مطالب، بدأت عملية «الجوجلة»، على أن يزور رئيس الحكومة المكلف العاصمة السعودية في الساعات المقبلة، بعد أن كان تأجل الموعد أياماً قليلة من دون معرفة السبب، علماً أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري كان قد نصح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بتقريب موعد الاستشارات الملزمة لتسمية رئيس الحكومة، حتى يتسلح الحريري خلال زيارته إلى الرياض بالتكليف النيابي الواسع. وعلمت «الأخبار» أن القائم بالأعمال السعودي في لبنان، وليد البخاري، عاد، أمس، إلى بلاده، من دون يعرف ما إذا كانت عودته مرتبطة بزيارة الحريري المرتقبة أو بأمر سياسي أو شخصي مختلف.
وانطلاقاً من هذا المناخ، بات السؤال المطروح ما إذا كانت زيارة الحريري سوف تسهّل عملية التشكيل أم تصعّبها، لا سيما في ظل وجود بعض الأطراف السياسية التي تتظّلل بالعباءة السعودية، مخافة استبعادها عن الحكومة، أو عدم إعطائها ما تريده من حصص، وإجبارها على «القبول بأقل ممّا تستحق» برأيها. وفيما سيلتقي الحريري بمستشار الديوان الملكي نزار العلولا، لم يُعرف ما إذا كانت زيارته ستتضمّن لقاءات أخرى، وتحديداً مع ولي العهد محمد بن سلمان.