وصل وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، صباح اليوم إلى بيروت، يرافقه وفدٌ، في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام، يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين.في مستهلّ زيارته، التقى الجعفري رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في قصر بعبدا، حيث جرى البحث في «العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها» كما قال الناطق باسم وزارة الخارجية العراقية، أحمد محجوب، الذي أكّد أن الوزير العراقي سيلتقي أيضاً «رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء سعد الحريري وعدداً من القيادات السياسية والتنفيذية».
وخلال استقباله الجعفري بحضور سفير العراق علي العامري، اعتبر الرئيس عون أنّ التحديات التي تواجه الدول العربية راهناً تتطلب تعزيز التضامن في ما بينها، لا سيّما بعد الأحداث الدامية التي شهدتها بعض الدول. وفيما هنّأ العراق على تحرير أراضيه من المجموعات الإرهابية وعودة الاستقرار إليه، تمنّى عون أن «يستعيد معبر البوكمال، على الحدود العراقية، حركته الطبيعية، بعد الإقفال القسري الذي نتج عن التطورات العسكرية الأخيرة».
كذلك، تطرّق عون إلى «الممارسات الإسرائيلية التي تناقض القرارات الدولية، ولا سيّما منها القرار 1701، إضافة إلى ما يتعرض له الشعب الفلسطيني داخل الاراضي المحتلة وخارجها».

فيما يلي أبرز ما صرّح به عون:
نؤكد رغبة لبنان في تعزيز العلاقات اللبنانية العراقية وتطويرها في المجالات كافة.
التحديات التي تواجه الدول العربية راهناً تتطلب تعزيز التضامن في ما بينها، لا سيّما أن ما شهده بعض الدول العربية من أحداث دامية ترك تداعيات على الوحدة العربية والعمل العربي المشترك.
لبنان حرر الجرود الحدودية والجيش والقوى الأمنية نجحوا في ملاحقة الخلايا الإرهابية النائمة.
لبنان الذي قدم الرعاية الكاملة للنازحين، يعمل حالياً على تنظيم عودتهم الطوعية إلى المناطق الآمنة في سوريا.
نشعر بـ«الارتياح لفتح معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن».

ويأتي ذلك بعد تصريح أدلى به الجعفري فور وصوله إلى مطار بيروت الدولي، أكّد في سياقه أن المنطقة مقبلة على «إرهاصات» أو «تحولات نوعية وبالغة التأثير»، من دون أن يوضّح ماهيتها، متمنياً أن تأتي بالخير على أبناء المنطقة. وكان الجعفري قد عرض في دمشق «الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة وتطور العلاقات» بين سوريا والعراق، خلال زيارة رسمية استغرقت يومين، التقى خلالها الرئيس السوري بشار الأسد وكبار المسؤولين السوريين.

في ما يلي أبرز ما صرّح به الجعفري:
نعوّل على تجذير وتثبيت العلاقة بيننا وبين الشعب اللبناني بكل مكوناته، وكذلك الشعب العراقي بكل مكوناته.
على الصعيد السياسي، هناك مواقف متبناة مشتركة بين لبنان والعراق. فقد وقف لبنان وتبنّى ملفات عراقية في الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، ونحن نكنّ له التقدير لأنه وقف بشكلٍ جيد وساند العراق الذي هو بدوره وقف إلى جانب لبنان.
نحن نتطلع الى أن ترتقي العلاقات إلى مصاف الدول المستقرة وتبادل المصالح... وأن تكون نموذجاً لدول المنطقة.
المنطقة مقبلة على إرهاصات، وأقصد بكلمة إرهاصات التحولات النوعية والحادّة البالغة التأثير... آمل أن تنطوي هذه الإرهاصات على الخير لأبناء المنطقة.
كما نحن وأصدقاؤنا نريد لهذه المنطقة كل الخير، في المقابل يريد أعداؤنا لها الشر. ولكن ذلك يتوقّف على مدى وعي شعوب المنطقة وإرادتها والإصرار على اكتساب الحقوق المشروعة وتقديم الخير لبلدانها ولبلدان العالم الأخرى.