لم يؤثر صخب ردود الفعل المستمرة على قرار محكمة التمييز العسكرية إخلاء سبيل الوزير السابق ميشال سماحة، على عمل المحكمة العسكرية الدائمة. لا تعقد التمييز جلسات يوم الجمعة. قاعتها التي سيدخل سماحة من بابها الخميس المقبل، كان مقفلاً. لكن في مكاتبها الخلفية، تابع قضاتها وضباطها عملهم المعتاد، برغم وعيد وزير العدل أشرف ريفي لهم بالقصاص على ما "ارتكبوه".
في القاعة المجاورة، واظب رئيس "العسكرية" العميد خليل إبراهيم وهيئتها على تسيير محاكمة 54 جلسة بين جنح وجنايات، من متهم بالانتماء إلى تنظيم إرهابي، إلى متهم بالاغتصاب وترويج مخدرات. بدت أسارير إبراهيم منفرجة. هو الذي تعرض لحملة تهشيم بعد إصداره حكماً بسجن سماحة لمدة أربع سنوات ونصف، شبيهة بما يتعرض له زميله رئيس محكمة التمييز القاضي طاني لطوف. وجد أن قرار التمييز رد الاعتبار إلى قانونية حكمه بعد أن اتهم بالتسييس. تناوب أمامه أمس متهمون بالاعتداء على عناصر أمنيين وجنود متهمين بتعاطي المخدرات وترويجها والاغتصاب والضرب... ومثل أيضاً حسين بيضون المتهم بالعمالة للعدو الإسرائيلي. كلفت المحكمة بناءً على طلب وكيله المحامي أنطوان نعمة، الطبابة العسكرية الكشف على صحته لتبيان ما يعانيه من أمراض. كذلك مثل السوري باسل المسلماني المتهم بالانتماء إلى تنظيم داعش وقتل ومحاولة قتل لبنانيين من عناصر حزب الله في الهجوم على مراكزهم في جرود نحلة. المسلماني من بلدة حوش عرب بجوار رنكوس على الحدود مع جرود عرسال ونحلة، أوقفته دورية للجيش في 18 تموز 2014 أي قبل أيام من معركة عرسال. في اعترافه الأولي، أفاد بأنه كان عنصراً متخصصاً بالقنص بسلاح "دراغونوف" في المجموعة التي مهمتها تغطية هجوم مجموعات داعش على مراكز الحزب.
على بعد أمتار من مبنى المحكمة في المتحف، خرج مؤيدون لتيار المستقبل بعد صلاة الجمعة وقطعوا طريق قصقص والكولا بالإطارات المشتعلة احتجاجاً على إطلاق سماحة. قبالة سرايا طرابلس، تولت قطع الطريق أمهات وزوجات الموقوفين الإسلاميين. طوال يوم أمس، انتشرت دعوات للتجمع صباح اليوم أمام مبنى المحكمة، وجهت إلى أهالي الموقوفين الإسلاميين من طرابلس والبقاع الغربي وصيدا.
وعيد ريفي بأنه سيردّ على القرار، جاء من سجن رومية، وتحديداً "من جماعته" من قادة محاور طرابلس. زياد علوكي أعلن في اتصال من زنزانته إضراباً عن الطعام بدأه الموقوفون الإسلاميون احتجاجاً على إطلاق سماحة.
الحدث بث الروح في التنظيمات الشبابية لقوى 14 آذار التي تنادت إلى اعتصام في ساحة ساسين في الطريق المؤدي إلى منزل سماحة في الأشرفية، مساءً. ومنذ الظهر، قطعت القوى الأمنية الطريق المؤدي إلى ساحة ساسين، ومنعت السيارات من الاقتراب، ما سبب زحمة سير.
المواقف من إطلاق سماحة توالت، ولا سيما من فريق 14 آذار. النائب خالد الضاهر الذي كان ضمن لائحة المستهدفين في مخطط سماحة ـ ميلاد كفوري، أعلن في مؤتمر صحافي أنه سيتقدم بادعاء شخصي ضده.